قال رئيس مجلس بلدي الشمالية السابق، يوسف البوري، إن مجموعات من الأشخاص بألواح خشبية وسكاكين، طوقت قرية بوري مساء أمس الأول (الخميس)، واعتدت على الأهالي، وفرضت حصاراً على القرية استمر لمدة 4 ساعات تقريباً، فيما أكد عدد من الأهالي أن المجموعات جاءت من جهة مدينة حمد، وبثت الرعب والخوف، فيما قامت بتكسير مجموعة من السيارات.
وذكر البوري لـ «الوسط»، أنه «عند الساعة العاشرة من مساء أمس الأول، فوجئنا في القرية بأشخاص يحملون الألواح الخشبية والسكاكين، يريدون استهداف القرية، وبث الرعب والخوف في نفوس الأهالي، وأصابوا بها عدداً من الأهالي، في الوقت الذي كانت قوات الأمن تطلق الغازات المسيلة للدموع والرصاص الانشطاري (الشوزن)، واستمر ذلك حتى الساعة الثانية من فجر أمس الجمعة (13 أبريل/ نيسان 2012)».
وأكد أن «كل من حاول الدخول إلى بوري تم استجوابه وتفتيش سيارته، وبعض الأشخاص تعرضوا إلى الضرب والإهانات، والسب والشتم». وأوضح البوري أن «تطويق القرية من الجانبين الغربي والجنوبي واستهداف الأهالي جاء بعد دعوات واضحة أطلقت على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، من أطراف معروفة، وكانت هناك إشارة واضحة إلى الهجوم على بوري، والقيام بالأفعال نفسها التي شهدها دوار ألبا قبل يومين تقريباً».
وأضاف «كان التحشيد للهجوم على بوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما جاء نصاً في إحدى التغريدات أن «تم التعامل مع الإرهابيين في المالكية وداركليب وجاي الدور على بوري»، وتم زج بعض شباب الوطن في أتون الطائفية، وشحنهم بالطائفية ضد شركائهم بالبحرين. عبر جهات معروفة أهدافها».
ونوّه البوري الى أنه «للأسف، كل هذه المحاولات كانت على مرأى ومسمع من قوات الأمن، والتي لم تحرك ساكناً لوقف استهداف القرية»، معتبراً أن «ما حدث مساء أمس الأول وما سبقه في دوار ألبا، مؤشر خطير جداً، يستدعي تحرك الجميع قبل أن يغرق الوطن في طائفية لا حدود لها».
وفي السياق نفسه، أكد عدد من أهالي بوري لـ «الوسط» أن الاعتداء على قريتهم جاء بعد ما أسموه بـ «دعوة مكشوفة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وقد لاحظنا مساء أمس الأول (الخميس)، أكثر من 100 شخص قادمين من جهة مدينة حمد، وجميعهم محاطون برجال الأمن، يحملون العصي والسكاكين».
وأضافوا «لاحظنا كيف أن رجال الأمن كانوا يتبادلون الضحكات والابتسامات مع الأشخاص الذين يحملون الألواح الخشبية، وكأنها أشبه بتغطية أمنية على ما قاموا به من أعمال واعتداء على أهالي بوري».
وأشاروا إلى أنه «عند الساعة الثانية من فجر أمس الجمعة، تعالت أصوات أبواق السيارات من جانب سوق واقف بصورة واضحة، وكان ذلك بعد أن توقفت الاعتداءات على بوري، وكأن الأشخاص الذين اعتدوا على بوري، انتصروا على الأهالي والشباب، ولذلك رفعوا أصوات أبواق سياراتهم».
هذا، واعتبر رئيس مجلس بلدي الشمالية السابق، أن ما حدث في بوري «محاولة يائسة وخاسرة لإذكاء الطائفية، وتهدد السلم الأهلي وتؤثر على العيش المشترك والنسيج الاجتماعي، وتبعث على روح الضغينة، ونحمل الجهات الرسمية مسئولية التوتر الأمني»، مؤكداً أنه «لم ترقد عيون الأهالي، وبقيت في وجل وخوف ليلة الجمعة، وهي الليلة المباركة التي من المفترض أن يتقرب فيها المسلم إلى الله، ويدعو لأخيه المسلم، وللأسف فإن من اعتدوا على بوري، تقربوا ببث الرعب والخوف في نفوس إخوانهم المواطنين».
وأضاف البوري «نقولها للذين أرادوا اقتحام بوري بأن الشيعي ليس خطراً على السني، وليس السني خطراً على الشيعي، وإنما الخطر من الغوغائية ومن الأشخاص الذين يوظفون الأزمات من أجل مصالحهم الشخصية».
وأكد أن «من يريد أن يجرنا في اتجاه الطائفية والبغضاء، فإن معركته خاسرة، فبوري التي كانت حاضنة للفكر والثقافة، وأرست الكثير من التسامح والوحدة والتآلف، عبر تاريخها الحافل بالفعاليات والبرامج التي باتت رقماً صعباً في المشهد البحريني، لن تكون حاضنة للطائفية وبراثنها، وهي أكبر من أن تستدرج لمستنقع الطائفية، فاليد البورية لن تمد للسني إلا بالخير، وستكون الحاضنة له».
وشدد البوري على أنه «إذا كان هناك من يريد أن يدفع باتجاه العنف والكراهية، فإننا ندفع بالاتجاه الآخر القائم على التسامح والاخوة والألفة بين أبناء الوطن، ولا نريد صورة التناحر والتراشق هي السمة المتبادلة بين أبناء البحرين، فكل بحريني غيور شاهد ما حدث البارحة في بوري، ذرفت عيناه حزناً على البحرين، فليس هذه البحرين التي نريدها، فهناك من يريد أن يقودنا إلى المجهول، ويجعلنا عراقا آخر». ولفت إلى أن «الصورة التي نريدها هي أن يجتمع السني والشيعي، لننبذ العنف بكل أشكاله ومصادره، وأن يجتمع الطرفان على تنمية البحرين وعزتها ورفعتها»، محذراً المسئولين والمجتمع من أن «نستسلم لهذا المخطط المدمر الذي يريد أن يغرق البلاد ويقودنا إلى المجهول، ولا نريد أن يكون أحد فوق أحد، وليكن القانون هو الفيصل».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3507 – السبت 14 أبريل 2012م الموافق 23 جمادى الأولى 1433هـ