تحل علينا في السابع من نيسان الجاري الذكرى الثالثة والستون لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي والذي كان إيذاناً بميلاد الفكر العربي الثوري القومي والاشتراكي نقيضاً لواقع الاستعمار والاستعباد والتجزئة والتخلف تعبيراً عن الحالة السوية للامة ورسالتها الإنسانية الخالدة عبر تحقيق أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية واستئناف دورها الحضاري القومي والإنساني وقد دق ميلاد البعث فكراً وتنظيماً وممارسات نضالية ناقوس الخطر لمعسكر أعداء الامة العربية الذين ناصبوا البعث العداء واستهدفوا تنظيمه القومي ومناضليه على امتداد الساحة العربية.. بيدَ أن ميلاد البعث كان انعطافاً نوعياً بالغ الأثر في حياة الامة وكان عاملاً رئيسياً في انبثاق المد القومي العربي المعاصر وقهر التحديات التي واجهت نضال الامة وانبثاق وحدة عام 1958 بين مصر وسوريا فكانت الهجمة المضادة بتحقيق الانفصال في الثامن والعشرين من أيلول عام 1961 .. بيدَ أن البعث لم يركن ولم يستكن بل واصل نضاله وفجر ثورتي البعث في العراق وسوريا في الثامن من شباط والثامن من آذار عام1963 ومن ثم ولادة ميثاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق فكان جواب معسكر أعداء الامة تنفيذ ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963 وشن حملة اضطهاد شعواء ضد مناضلي البعث الذين لن يستكينوا هذه المرة أيضا بل عاودوا نضالهم ..
حتى تفجير ثورة البعث في العراق في السابع عشر – الثلاثين من تموز عام 1968 والتي شيدت بمنجزاتها العملاقة القلعة الناهضة لحركة الثورة العربية في العراق فكان الإصلاح الزراعي الجذري والحل السلمي والديمقراطي للقضية الكردية والاستثمار الوطني المباشر للنفط في التاسع من نيسان عام 1972 ومن ثم قرار تأميم النفط الخالد في الأول من حزيران من العام نفسه .. ومن هنا تأجج حقد الحلف الأميركي الصهيوني للانقضاض من ثورة البعث والانتقام من عطاءات نيسان ودلالاته الكبيرة فكان العدوان الإيراني الذي دحره العراقيون الأباة فالعدوانيين الأميركيين الأطلسيين الصهيونيين في عامي 1991 و 2003 ومن ثم احتلال العرق في التاسع من نيسان منى ذلك العام وكأنهم انتقموا من ميلاد البعث في السابع من نيسان والاستثمار الوطني للنفط في التاسع من نيسان وميلاد القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله في الثامن والعشرين من نيسان وميثاق الوحدة الثلاثية وتحرير الفاو في السابع عشر من نيسان عام 1988.
بيد أن حزب البعث لم يكن حزباً حاكماً كما وصفه البعض بل تحول حزباً مقاوماً وأيقظ عنفوان الشعب العراقي وقاتل جنباً الى جنب مع فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وحقق هزيمة المحتلين الأميركان الكبرى على ارض العراق والحق الهزيمة بعمليتهم السياسية المخابراتية التي ترسف اليوم في واقع التشرذم والانحسار وباتت تلفظ أنفاسها الأخيرة ممارسة رفسة البغل المحتضر في شن حملات الاغتيالات والاعتقالات ضد مناضلي البعث وتوسيع دائرة ما يسمونه ( الاجتثاث ) البغيض لتشمل الشعب العراقي كله بما فيه بعض أطراف العملية السياسية المخابراتية ذاتها ممن يعبرون عن نفس وطني غيور .. بيدَ أن الشعب سيقهر التحديات ويواصل جهاده في فصائل المقاومة الباسلة كلها لتحقيق النصر والتحرير والاستقلال الذي بات قاب قوسين أو أدنى والمضي قدماً على طريق الانبعاث العربي الجديد طريق تحقيق أهداف امتنا العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية .
الثورة