بسم الله الرحمن الرحيم
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
أيها المناضلون البعثيون
يا مجاهدو المقاومة البواسل
يا أبناء شعبنا البطل وامتنا العربية المجيدة
مثل ميلاد الشهيد الرفيق القائد صدام حسين (رحمه الله) إرهاصاً بميلاد الحزب من مخاض معاناة الامة العسير لآلامها وكان موئلاً ثراً لأمالها وتطلعاتها في رفض واقع الاستعمار والاستعباد والتجزئة والاستغلال والتخلف وإيذاناً بشروع الامة في نضالها الطويل صوب أهدافها التاريخية في الوحدة والحرية والاشتراكية لتحقيق انبعاث الامة وحمل لواء رسالتها الخالدة، ولقد ولد الشهيد القائد المناضل صدام حسين في أعماق الريف العراقي ومواجهة الفلاحين الفقراء لاستغلال الإقطاع المرتبط بالحكومات الرجعية العميلة للاستعمار والضالعة في قهر الشعب العراقي واستغلال طبقاته الكادحة المنتجة والعاملة على تكريس التجزئة وعزل العراق عن محيطه القومي العربي، فكان انتماء الرفيق الشهيد صدام حسين (رحمه الله) انتماءً أصيلاً لمبادئ البعث وعقيدته الرسالية السامية فشق طريقه بعثياً مؤمناً ومناضلاً صلباً تصدى لقيادة المظاهرات الطلابية التي انتصرت لأبناء شعبنا العربي في مصر وهم يتصدون للعدوان الثلاثي عام 1956 وتصدى للطاغية الشعوبي عبد الكريم قاسم عام 1959 ولم تثنه إصابته برصاص الدكتاتورية القاسمية التي انحرفت عن مبادئ ومسار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 من مغادرة الوكر والإفلات من قبضة تلك السلطة الغاشمة، وتحمل المشاق والصعاب وهو لما يزل شاباً يافعاً حتى وصل الى سوريا ومنها الى مصر مواصلاً مسيرة نضاله القومي وعائداً الى العراق بعد تفجير ثورة الثامن من شباط عام 1963 مشاركاً رفاقه في مسيرة تلك الثورة الفتية التي تعرضت لغدر المرتدين الذين نفذوا ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963.
وكان الرفيق الشهيد صدام حسين (رحمه الله) في طليعة المتصدين لها وكان له دوره المتميز مع رفاقه الميامين في إعادة بناء الحزب ومواجهة الردة وأزلامها والمساهمة الفاعلة في وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية والنضالية وحتى تفجير ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز العظيمة، والتي كان له الدور المتميز في قيادتها وتحقيق منجزاتها العملاقة التي غيرت وجه العراق الحديث عبر الإصلاح الزراعي الجذري والثورة الزراعية في الريف والحل السلمي الديمقراطي المتقدم للقضية الكردية في وقت مبكر من عمر الثورة في الحادي عشر من آذار عام 1970 وصولاً الى قرار تأميم النفط الخالد عام 1972 وقيادة مسيرة التنمية الاشتراكية وتشييد قلعة النهوض الوطني والديمقراطي والاشتراكي القومي في العراق، والتي وفرت الدعم الفعال للمقاومة الفلسطينية ولحركات التحرر الوطني والقومي في أرجاء الأرض العربية كلها بما أغاض الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي.
فكان العدوان الإيراني الغاشم وقيادة القائد الشهيد البطل صدام حسين لمعركة قادسية صدام المجيدة قادسية العرب الثانية التي حققت نصرهم المبين بروح أمتهم العظيمة ورسالتها السامية رسالة الإسلام المتجددة الخالدة في الثامن من آب عام 1988، بما ضاعف من تآمر الحلف الشرير المعادي للامة العربية والذي شن عدوانه الثلاثيني الغاشم عام 1990 الذي استبقه واردفه بحصاره الجائر اللئيم الذي استمر ثلاثة عشر عاماً كانت منصة لإطلاق العدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني والفارسي واحتلال العراق في التاسع من نيسان عام 2003 والذي واجهه الرفيق الشهيد صدام حسين ورفاقه وأبناء شعبه والجيش العراقي الباسل بمقاومة ضارية منذ بدء العدوان ليلة التاسع عشر – العشرين من آذار عام 2003 حتى الاحتلال، ومنذ يومه الاول وحتى اسره في الثاني عشر من كانون الاول من ذلك العام ومجابهته لفصول محاكماته الباطلة والتي عرى فيها المحتلين الأميركان الأوباش وحلفائهم الصهاينة والفرس وعملائهم الأذلاء، بل حاكمهم محاكمة العصر الشهيرة والتي حدت بهم الى استعجال اغتياله في صبيحة هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك متحدين مشاعر مئات ملايين العرب ومليار ونصف المليار مسلم وأحرار العالم اجمع، فكان بحق وحقيقة شهيد الحج الأكبر وسيد شهداء العصر، وكان استشهاده رحمه الله انعطافاً نوعياً بالغ الأثر في مسيرة الجهاد والتحرير التي قادها رفيقه المجاهد عزة ابراهيم الدوري الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والتي تكللت جهوده بانبثاق جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بتوحيد جبهتي الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي ستمضي قُدماً على طريق تحرير واستقلال وبناء العراق ونهضته الجديدة والتي ستبقى مثلاً يحتذى في تضحيات الشعوب الصابرة ومواجهتها للاحتلال البغيض وقدرتها على هزيمة المحتلين وحلفائهم وجواسيسهم.
يا أحرار العراق وشرفاء العرب المسلمين والأحرار المجاهدين في العالم اجمع
لتكن الذكرى الثالثة لاستشهاد الرفيق القائد صدام حسين (رحمه الله) واستقباله للشهادة بسعادة غامرة تشع من محياه نبراساً للمجاهدين العراقيين الذين رأوا بأم أعينهم شجاعته الفريدة في مجابهة الجلادين من المحتلين الأميركان وعملائهم المزدوجين لهم ولإيران من الوجوه الكالحة والأقزام الصغار الأذلاء مثلما كان استشهاده وهتافه الخالد الذي سبق شهادتيه الخالدتين بإيمانه بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عاشت فلسطين حرة عربية مناراً هادياً للمقاومين الفلسطينيين وكل المجاهدين العرب والمسلمين وأحرار العالم صوب تحقيق النهوض الحضاري الإنساني وإعلاء شأن فضيلة الاستشهاد فديةً للمبادئ السامية والقيم الأصيلة وبناء الإنسان على وفق منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة قيم البذل والعطاء والتضحية والفداء.
المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين (رحمه الله) ولكل شهداء البعث والمقاومة والعراق والامة.
والخزي والعار الأبدي للمحتلين الأوغاد وحلفائهم الأشرار وأذنابهم الأذلاء الصغار.
ولرسالة امتنا الخلود.
قيادة قطر العراق
أول أيام عيد الأضحى المبارك
العاشر من ذي الحجة 1430هجرية
السابع والعشرين من تشرين الثاني 2009م
بغداد المنصورة بالعز بإذن الله