سفينتان حربيتان اميركيتان قرب البحرين امس (ا ف ب)
في ظل تأجيل جلسات الحوار البحريني التمهيدية، المخصصة للبحث في آليات وفي مبادئ الحوار قبل الشروع فيه، حتى نهاية شهر آب المقبل، يرفع الشارع البحريني المعارض دعوات إلى قوى المعارضة للتخلي عن هذا الحوار، الذي لا يبدو أن السلطة جادة فيه وليس لديها نية لتقديم أي مبادرات أو خطوات أو إجراءات لحل الأزمة في البلاد.
وفي هذا السياق، رأى الأمين العام لـ«جمعية التجمع القومي الديموقراطي» الدكتور حسن العالي في حديثه لـ«السفير» أنّ «من حق الجماهير المحتجة التي ضحّت وقدمت الكثير خلال العامين الماضيين أن تعبر عن سخطها ورفضها لما يدور في الحوار وأن تبدي خشيتها من المماطلة فيه وعدم جدية الطرف الحكومي في حل الأزمة الراهنة». وتابع «باعتقادي، فإن المعارضة على وعي بهذا الجانب، وهي تدرك تماما خطورة دفع الجماهير للكفر بأي حل سياسي ممكن، وجره إلى العنف الذي تستغله السلطة في تشويه الحراك وممارسة المزيد من القمع والاعتقالات».
وأضاف أنّ «وجودنا في الحوار هو من منطلق إيماننا بأن معالجة الأزمة في البحرين تأتي عبر الحل السياسي، ولا يوجد بديل عن ذلك، ولكن الحل السياسي القائم على تلبية المطالب الوطنية المشروعة».
في الواقع، فإنّ سؤالاً يفرض نفسه حول استمرار مشاركة المعارضة في الجلسات في الفترة المقبلة، خصوصاً بعدما أعلنت قواها أنّ نتائج الأربعة أشهر الماضية تساوي صفرا.
يعلّق العالي على هذا التساؤل قائلاً «في الوقت الحالي لا تفكر المعارضة في عدم العودة إلى طاولة الحوار، حيث أننا نعتبر أن دخولنا الحوار كان بهدف إنقاذ البلاد من أزمة سياسية مستفحلة، ولا زلنا في مرحلة السعي لإعادة ترتيب طاولة الحوار من حيث التمثيل المتكافئ لكافة الأطراف وضرورة وجود ممثل للحكم على طاولة الحوار، علاوة على توفير ضمانات أكيدة لتنفيذ مخرجات الحوار مثل أن تتكون في صيغة تعديلات دستورية محددة تخضع للاستفتاء الشعبي، وسوف نواصل جهودنا هذه بعد استئناف الحوار».
وفي هذا الصدد، اعتبر الأمين العام لـ«جمعية التجمع القومي الديموقراطي» أنه «من الواضح أن هناك الكثير من الأطراف المحلية والخارجية داخلة على خط الحوار كما رأينا أثناء وبعد زيارة ولي العهد (الأمير سلمان بن حمد آل خليفة) إلى بريطانيا وإلى الولايات المتحدة، حيث تكرر الحديث عن ضرورة التوصل لحل سياسي قريب. وبطبيعة الحال نحن تعويلنا الأول على صمود وتضحيات شعبنا وتمسكه بمطالبه الوطنية المشروعة، كما نرفض من حيث المبدأ فتح أبواب البحرين للتدخلات الخارجية». وأضاف «لذلك فنحن نشدد على ضرورة قيام الحكم بطرح مشروع حقيقي للإصلاح السياسي ينقذ البلد من أزمته الراهنة، وبغير ذلك، فإن الحوار سوف يظل يراوح في مكانه».
واختتم العالي حديثه لـ«السفير» قائلا «في الوقت الحاضر لا يوجد بصيص أمل في الحوار وفقا لتراتبيته وتركيبيته الراهنة، والمطلوب تغييره وفقا للرؤى التي طرحناها ليكون حوارا بناء ومثمرا وذي جدوى».
يذكر أنّ عضو «جمعية الوفاق الوطني» جميل كاظم أوضح في وقت سابق أن «ممثلي الحكومة على طاولة الحوار (ثلاثة وزراء) لم يقدموا رؤية الحكومة، التي حاولت أن توصل رسالة أنها ليست معنية بحل الأزمة وإنما هي متواجدة للإشراف على الحوار بين طرفين (المعارضة والموالاة)»، مضيفاً «نحن نرفض هذه المعادلة التي تنتقص من مطالب الشعب، فليس لدينا مطالب من الموالاة وإنما مطالب مشروعة وعادلة من الحكم تحديداً، ويجب عليه أن يضطلع بهذه المهمة للخروج بالبلد من الأزمة».
السفير / العدد: 12520 تاريخ 4/ 7/ 2013م