في وقفة تضامنية بمقر جمعية «وعد»
أحيا البحرينيون الذكرى الـ 64 للنكبة الفلسطينية، في وقفة تضامنية أقيمت في مقر جمعية «وعد» في أم الحصم مساء أمس الأول الأربعاء (16 مايو/ أيار 2012).
ودعا نائب الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي خلال الوقفة التضامنية «للحرية لكل المعتقلين في فلسطين وغيرها من البلدان».
وفي كلمة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع أشار عبدالله ملك إلى أنه «بعد الانسحاب البريطاني من فلسطين قام الجيش الصهيوني بعمليات إبادة ممنهجة بدءاً بمجزرة دير ياسين وانتهاء بمجزرة (قرية قبيه)».
وأضاف ملك «على رغم التشريد القسري والمجازر إلا أن الشعب الفلسطيني البطل قد تمرد على واقعه وبدأت المقاومة الفلسطينية داخل الأرض المحتلة وخارجها».
وأكمل «لقد سجل المقاومون الأبطال ملاحم بطولية في إذاقة العدو بضربات موجعة في صفوف جيشه وسفاراته ومصالحه في الخارج».
وأردف «أحدثت المقاومة نهوضاً عربياً تشكل في وحدات مقاتلة من أبناء الأمة العربية ووحدات أهلية ساهمت في النضال من أجل تحرير فلسطين ودحر العدو العنصري».
وتابع «كعادة شعب البحرين في مؤازرة ومناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله العادل من أجل العودة وتحرير كامل التراب الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف».
وذكر أن «الشعب البحريني هب في مسيرات ومظاهرات في مثل هذا اليوم المشئوم من العام 1948 حيث شهدت المنامة والمحرق مسيرات حاشدة».
ولفت إلى أنه «في هذه الذكرى الأليمة لا يسعنا إلا أن نستذكر بالفخر والاعتزاز استشهاد البطل البحريني مزاحم الشتر العام 1982، والذي روى بدمه التراب الفلسطيني».
وختم ملك بقوله: «في العام 2000 اعتلى أحد أبطال البحرين سور السفارة الأميركية ليرفع العلم الفلسطيني خفاقاً في سماء الوطن، وكان فخراً لنا أبناء البحرين استشهاد البطل محمد الشاخوري وهو يعلن حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه».
وألقى النائب الوفاقي السابق السيدحيدر الستري كلمة الجمعيات السياسية قال فيها: «حق العودة هو حق ثابت غير قابل للتصرف كباقي حقوق الإنسان، ولا تخضع للتفاوض والتنازل، ولا تسقط».
وتابع «كما يعتبر حق العودة حقاً جماعياً أيضاً لأنه يندرج ضمن حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني، وكذلك فهناك القرار الأممي 171 لتقسيم فلسطين في العام 1947 الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد بضغط أميركي، والذي منح «الوكالة اليهودية» حق إقامة «دولة» على أرض فلسطين».
وأكمل «صاحب ذلك تواطؤ دولي بل وعربي رسمي، قامت على إثره العصابات الصهيونية، مثل «الهاغانا» و»إتسل» و «شتيرن»، وغيرها بأفظع المذابح الدموية».
وأضاف «تم تدمير أكثر من 600 قرية فلسطينية، واحتلال المدن الكبرى مثل عكا وحيفا ويافا والناصرة وغيرها وتهجير من بقي على قيد الحياة من سكانها».
وذكر أن «المذابح توزعت على العديد من المناطق الفلسطينية بهدف إخلائها من أهلها وتكريس مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، ومن ضمن هذه المذابح: مذبحة بلدة الشيخ 1947 قتل فيها نحو 600 شهيد بينهم نساء وأطفال وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية».
وواصل الستري أن «مذبحة الطنطورة 1948 استشهد بها أكثر من 90 قتيلاً دفنوا في حفرة كبيرة، ومذبحة دير ياسين 1948 استشهد فيها 254 فلسطينياً».
وتابع «لقد ألهمنا الشعب الفلسطيني كل معاني الصمود والعزة والكرامة وكل معاني التضحية والإباء، كما علمنا الشعب الفلسطيني أننا جرح واحد وأن العرب والمسلمين هم أمة واحدة هذا ما تعيشه كل الشعوب العربية والإسلامية».
وختم الستري بقوله: «تأتي هذه الذكرى لوقال نائب الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي في كلمة الجمعية: «كانت فلسطين عنوان الصراع في المنطقة ولاتزال هي العنوان الأوسع لهذا الصراع، على رغم كل المحاولات الجارية لإخماد نار الثورة والانتفاضات التي أكدت أصالة الشعب الفلسطيني وقواه الحية وإصراره على استمرار النضال والكفاح من أجل تحرير أرضه من رجس الاحتلال الصهيوني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وذكر الموسوي «نحتفي اليوم بهذه الذكرى الأليمة التي شردت شعباً أصيلاً لتستوطن مكانه شعوباً من مختلف أصقاع الدنيا تشكلوا في عصابات «الهاغانا» و «شتيرن» وغيرها، فأسست دولة قامت على اغتصاب الأرض وقتل إنسانها وهدم بيوتها واقتلاع أشجارها، في مأساة قل نظيرها في التاريخ المعاصر. بدأت بأراضي الثماني والأربعين، وانتهت بباقي فلسطين، في ظل صمت دولي وتواطؤ الأنظمة العربية». وأضاف «بعد 64 عاماً من النكبة، لايزال الشعب الفلسطيني ومعه الشعب العربي في مختلف البلدان المنكوبة بأنظمة دكتاتورية، لايزال هذا الشعب يحلم بالتحرير والعودة إلى وطنه ليعيد بناء البيوت المهدمة وزرع أشجار البرتقال والزيتون التي اقتلعت بفعل إجرامي صريح. فعلى رغم كل الجراحات، وعلى رغم الدم المسفوك منذ أكثر من مئة عام، إلا أن هذا الشعب لايزال يحتفظ في إحدى زوايا منفاه بمفتاح بيته في حيفا ويافا والرملة وكل فلسطين، يورثه من جيل إلى جيل».
وأكمل الموسوي أن «حيوية وإصرار هذا الشعب العظيم على نيل حقوقه تقدم دروساً في النضال طويل الأمد، فلا حقوق بلا تضحيات، ولن يسلم العدو بالحقوق والمطالب المشروعة إذا لم يكن هناك سيل من التضحيات الجسام من طراز تلك التي قدمها ولايزال يقدمها الشعب الفلسطيني، فها هو يخوض معركة الأمعاء الخاوية التي أجبرت العدو الصهيوني على التنازل وتحسين ظروف الاعتقال والإفراج عن بعض المعتقلين الإداريين الذين يدخلون السجن سنوات بلا تهم أو محاكمات».
وفي كلمة الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان أوضح أحمد الحجيري أن «المجتمع الدولي لايزال موقفه ضعيفاً على رغم كل ما عاناه الشعب الفلسطيني، مازالت بعض القوى العالمية تقيس بمكيالين فعوض الوقوف مع الشعب المستضعف ذات الحقوق المنتهكة، تقف هذه القوى مع دولة تمثل شكلاً من أشكال الاستعمار». وأشار إلى أن «حلول هذه المناسبة تتزامن مع إضراب الأسرى في سجون العدو، وخوضهم معركة الأمعاء الخاوية».
وشدد على أن «الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان تدعو المجتمع الدولي لممارسة كل الضغوط على إسرائيل للكف عن انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني».
وألقت نورة المرزوقي كلمة الاتحاد النسائي البحريني، ذاكرة فيها أن «هناك خمسة ملايين فلسطيني يحملون اسم لاجئ، في ظل النكبة الكبرى».
من جهته ألقى إبراهيم الحمد كلمة الاتحاد العام لنقابات العمال، شدد فيها على أن «عمال البحرين ينحنون إجلالاً أمام تضحيات عمال فلسطين ونضاله في تحرير أرضه وتقرير مصيره».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3541 – الجمعة 18 مايو 2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ