“الوفــاق” تعلــن “البحريــن عــاصمة التعــذيب”
تكشف ممارسات التعذيب من النظام وتزامناً مع زيارة مقرر التعذيب الممنوعة
التعذيب ممنهج منذ السبعينات
أطلقت المعارضة في البحرين حملة واسعة تمتد لعشرة أيام تحت عنوان البحرين “عاصمة التعذيب”، على خلفية منع المقرر الأممي الخاص بالتعذيب من زيارة البحرين من قبل النظام في الفترة المقررة لزيارته.
وأعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن إطلاق الحملة (Capital of Torture) الأربعاء 8 مايو وتمتد إلى 16 مايو 2013، وتكشف كل ممارسات التعذيب التي يقوم بها النظام وقواته وعساكره ومرتزقته تجاه المعارضين، مما أدى إلى قتل عدد منهم داخل السجون وفي خارجها.
وقد وثق تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة المحقق الدولي محمود شريف بسيوني العديد من حالات التعذيب التي مارسها النظام داخل المعتقلات للإنتقام من المواطنين على آرائهم، ولإنتزاع الإعترافات منهم وإكراههم على الإدلاء بإعترافات على أفعال لم يرتكبوها.
وتعتبر ممارسات التعذيب بالبحرين ممنهجة وسياسة متبعة من قبل كل الأجهزة الأمنية، وفي حالات عديدة وثقتها الكاميرات وصورت آثارها، وتظهر تعاطٍ وحشي وخارج عن إطار الرحمة والإنسانية.
وتعرض الوفاق خلال حملتها من تقارير دولية ومتابعات ما يشير إلى أكثر من 40 سنة من التعذيب المستمر بالبحرين، بالبيانات الرسمية، وتكشف عن تصاعد أعمال التعذيب من 14 فبراير 2013 حتى مايو 2013 واستمراره بوتيرة متصاعدة.
وكانت البحرين قد منعت لأكثر من مرة المقرر الخاص بالتعذيب، وفي المرة الأخيرة ألغت الزيارة المقررة، مما يشير إلى خشية السلطة من النتائج التي قد يخرج بها هذا المقرر والتي ستدين استمرار التعذيب الممنهج في البحرين.
"الوفاق" توثق 50 حالة تعذيب في شهر أبريل… والموسوي: التعذيب ممنهج منذ السبعينات
أكد مسؤول دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب السابق السيد هادي الموسوي، أن ممارسات التعذيب في البحرين تسير بشكل منهجي، وأن جذور هذه الممارسة الوضيعة تمتد منذ مابعد الإستقلال في بداية السبعينات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لإطلاق حملة "البحرين عاصمة التعذيب" في مقر جمعية الوفاق اليوم الأربعاء 8 مايو 2013.
وقال الموسوي في هذه الأيام، ومن هذا اليوم وحتى انتهاء اليوم الافتراضي لزيارة المقرر الخاص بالتعذيب سنقوم بكشف جرائم التعذيب إنطلاقاً من مسؤوليتنا الانسانية وحبنا لهذا الوطن والشعب.
ولفت الموسوي إلى أن هناك اعتقالات شملت 300 مواطناً في شهر أبريل الماضي، وأكثر من 200 منهم أطفال، 4 نساء، 59 حالة اصابة… موضحاً أن هناك 135 حالة مداهمة في شهر أبريل، العقاب الجماعي 105 حالة في مختلف المناطق، واكثر من 50 حالة تعذيب وهي دعاوى وصلتنا وبعضها تأكدنا منه.
وأردف: في واقع الأمر أن المقرر بحالات التعذيب كان أيضاً سيعتمد وسيهتم بمن عذب خلال نزع اعتراف أو في الشارع أو في أي مكان، هذه الحالات توجد لنا صور أبدان بعض المعذبين ولا نتمكن أبداً من الادلاء بأسمائهم.
وشدد على أن التعذيب ممارسات طالما أرهقت المجتمع البحريني وأساءت لسمعة البحرين، وهو مجرم ديناً وأخلاقاً وقانوناً، وتسمية عاصمة التعذيب قولاً يستند إلى وقائع يمكن أن تكون صورة قبيحة وانموذجاً وضيعاً للانسانية التي تريد أن تمارس دوراً تنهي فيه الممارسة الوحشية.
وأكد الموسوي على أن البحرين عاصمة التعذيب ليس قولاً فارغاً أو متجنياً، وإنما قائم على حقائق ثبتت عبر وقائع راح ضحيتها أبناء هذا الشعب في الثمانينات والتسعينات وحتى بعد ثورة 14 فبراير، مشيراً إلى وجود أكثر من سبعة شهداء فقدوا حياتهم بعد الثورة جراء التعذيب.
وقال الموسوي: للأسف الشديد أن شعب البحرين يعاني من جريمة التعذيب، موضحاً أن المقرر الخاص ليس محجوباً عن أي احد في العالم، وقد أبدى اهتماماً عبر التواصل مع المرصد البحريني لحقوق الانسان لإيصال الحقائق.
وأضاف: التقارير التي صدرت حول التعذيب لم نرى لها صدى في الدوائر الرسمية لرفع المعاناة، ومنع المقرر الخاص بالتعذيب جوان مانديز للمرة الثانية كشف بحسب المراقبين عن أن هناك شيئاً يراد له أن لا يكشف.
وأشار إلى أن المقرر الخاص للتعذيب يمكنه أن يعود إلى 58 قضية تعذيب وثقها تقرير بسيوني، ولكنه مقرر معني بالتعذيب ويعمل وفق المحددات التي يعمل وفقها فريقه، فقد تم التوافق مع السلطة في البحرين على الزيارة وتم تأجيلها وتم الاتفاق على زيارة أخرى في مثل هذا اليوم وتم الغائها، وهو ما يشير إلى عدم جدية السلطة.
وأكد الموسوي على أن المرسوم بقانون 56 ساهم بإستمرار التعذيب وكرس سياسة الافلات من العقاب، ولا نعرف أن هناك منتسب للأمن أتهم أو عوقب بسبب ممارسة التعذيب ما يعني أن ممارسة التعذيب ستستمر بالشكل المنهجي الذي هي عليه.
وقال الموسوي أن التعذيب قائم حتى اليوم، ومن ضحاياه هذه الأيام حسين رمضان، ناجي فتيل، سلمان زين الدين، عباس العصفور، عباس العكري، نفيسة العصفور، ريحانة الموسوي، كل هؤلاء يدعون ممارسة التعذيب بحقهم، واذا كانت السلطة جادة فلتقدم هؤلاء إلى الوحدة الخاصة بالنيابة العامة للتثبت من تعرضهم للتعذيب من عدمه.
ولفت إلى أنه قبل أيام كانت هناك قضية تعذيب واضحة لشاب يدعى حسن محمد حسن العرادي، كان أبوه يجلس خارج المركز وأبنه يتعرض للتعذيب داخل المركز، وقام الأب بتسجيل شكوى لدى النيابة العامة، ما استدعى من وزارة الداخلية إلى القول بأنها أوقفت من قام بذلك.