العبارات المسيئة التي كتبت في موقع مسجد بربغي الذي هدم في فترة السلامة الوطنية
تعرض موقع مسجد أمير بربغي أمس الثلثاء (7مايو/ أيار2013) في قرية عالي إلى التخريب وكتابة عبارات مسيئة لإحدى الطوائف من قبل مجهولين بعد أن عمدوا إلى إتلاف بعض اللافتات في موقع المسجد، ويعتبر هذا الاعتداء الثاني من نوعه، الذي يتعرض له موقع مسجد البربغي للتخريب وكتابة عبارات مسيئة لإحدى الطوائف في البحرين، في أقل من شهر.
وقد أدان مرصد البحرين لحقوق الإنسان في بيان له التعدي الجديد على مسجد بربغي، مؤكداً أن هذا التعدي ينمّ عن إصرار بعض الأطراف التأزيمية على تشريخ النسيج الوطني، وإفساد العلاقات الاجتماعية بين أبناء الوطن، والاستمرار في التعدي على الحريات الدينية.
وقد صرح مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان، قائلاً: «إن الاعتداء تم على بيت الله، فمسجد بربغي ليس لطائفة دون أخرى، وليس لأهالي منطقة عالي دون غيرهم، إنما هو مسجد لله عزّ وجلّ».
وأضاف «لقد تم رصد الكتابات الطائفية، التي تفوح بلغة الإزدراء الديني والمذهبي النتنة لأكثر من مرة، كان آخرها قبل هذه المرة بتاريخ 4-4-2013 أي تزامناً مع أسبوع المساجد المهدمة، الذي دعت إليه القوى الوطنية والديمقراطية، وقد تفاجئنا باعتداء جديد على مسجد بربغي شمل كتابات طائفية جديدة تزدري من مكون اجتماعي رئيسي في الوطن، كما رصدنا تخريب متعمد في المسجد، ووقع هذا كله في ظل وجود دوريات أمنية على مقربة من المسجد».
وتابع «وتسأل: كيف لا تتوجع الفئة المستهدفة من تكرار الازدراء في الإعلام وفي الممارسات الطائفية من دون حسيب ورقيب؟ ما من شك في أن التباين المذهبي لا تتمخض عنه أوجاع الناس، وإنما يتوجع الناس من ازدرائهم في الإعلام حرمانهم من الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية بسبب انتمائهم المذهبي، وقد أثبتت التجربة الإنسانية أن ثقافة الفصل المذهبي والتمييز الطائفي والازدراء الديني بين مكونات المجتمع الواحد لا تبني استقراراً في الأوطان بل تحول المجتمع إلى بؤرة توتر قابلة للانفجار في أية لحظة».
وأضاف « وقد علمنّا التاريخ أن الدول التي تحتضن التعدديات والتنوعات الدينية والمذهبية والعرقية، وتتبنى ثقافة الاستيعاب والمرونة السياسية هي الأنجح لصناعة الاستقرار والوئام السياسي والاجتماعي؛ وبناءً على ما سبق فإن الحسّ الوطني يدعونا جميعاّ لإدانة هذا التصرف الأهوج في التعدي على مسجد بربغي الأثري، الذي تأسس في العام 1549، والاجتهاد في مكافحة كل صور التعصب المذهبي والازدراء الديني، وذلك من أجل إبعاد الوطن عن شبح الصراع الطائفي».