في حوار مع صحيفة "العرب اليوم" د.خضير المرشدي : الاتفاقية الأمنية باطلة وستسقط مع الاحتلال
* احتلال العراق سبب أزمة أمريكا المالية والمقاومة نجحت باخراج ثلث الجيش الأمريكي من العراق .
* باستثناء الطالباني والبارزاني, الأكراد ضد الاحتلال والتقسيم .
أكد المتحدث باسم البعث في العراق/ رئيس اللجنة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية د. خضير المرشدي أن الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين الاحتلال الأمريكي وحكومة المالكي باطلة وستسقط مع زوال الاحتلال.
وقال في حوار بدمشق أن عراق ما بعد التحرير سيكون ديمقراطيا تعدديا يضمن حقوق الانسان وأن سياسة الحزب الواحد قد انتهت ولن تعود.
وأوضح أن الأكراد باستثناء جلال الطالباني ومسعود البارزاني يقفون ضد الاحتلال الأمريكي للعراق ويعملون على طرده.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما توصيفكم للوضع الحالي في العراق المحتل؟
– كما هو معروف, فان هناك احتلالا وله توابع, ونحن لا نفرق بين الاحتلال والمليشيات المرتبطة بالأحزاب الحليفة للاحتلال وتلك الأحزاب التى جلبها الاحتلال في ثنايا غبار مجنزراته ودخان قنابل طائراته, وهناك فرق الموت التى تقودها عناصر اقليمية وتقوم ايران بتسليحها وتجهيزها.
ولا شك أن الاحتلال أدى الى تداعيات من أهمها التدهور الأمني والمحاصصة الطائفية والارهاب والتطرف الديني الغريب عن ثقافتنا وكذلك القاعدة وأؤكد هنا أن الارهاب صناعة أمريكية في حين أن الطرف الآخر هو المقاومة.
وهناك تطور جديد شهدته الساحة العراقية وهو أن فصائل المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية تبلورت في ثلاثة اطر رئيسية هي: أولا: القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادة النائب عزت الدوري, وتضم 31 فصيلا مسلحا وأطيافا وقوميات وشخصيات وطنية وشكل البعث عمودها الفقاري.
ثانيا: الجهاد والتغيير وتضم ثمانية فصائل.
ثالثا: الجهاد والاصلاح وتضم ستة فصائل.
وقد بدأ الحوار مع هذه الفصائل قبل ستة أشهر وما يزال مستمرا وهناك تقدم. ولا أذيع سرا عندما أقول أن ما بين 80 – 90% من الشعب العراقي يؤيدون المقاومة ويساندونها حسب آخر احصائية أمريكية أجرتها مؤسسة " USA TODAY ". وقالت فيها أن 81% من العراقيين مع المقاومة وضد الاحتلال.
* ما الحل للخروج من المأزق الحالي في العراق؟
– بداية أود التوكيد على أن البعث وجميع فصائل المقاومة أطلقوا برنامجا استراتيجيا منذ ايار 2003 وجرى تجديده عام 2006 وتم التركيز عليه ونشره في البيان التأسيسي للقيادة العليا للجهاد والتحرير عام ,2007 ويتحدث عن حقوق العراق بمجمله ويؤكد مشروعية المقاومة ويطالب بالانسحاب الكامل غير المشروط طبقا للقانون الدولي وكذلك ضرورة دفع تعويضات عن معاناة الشعب العراقي منذ بدء الحصار الظالم حتى آخر يوم للاحتلال.
وطالب البرنامج أيضا باطلاق سراح الأسرى والغاء العملية السياسية بالكامل لأنها باطلة واعادة الجيش الوطني وايقاف الملاحقات والمداهمات الأمنية واذا لم يعترفوا بحقوقنا فالمقاومة مستمرة, وفي حال الاعتراف بحقوقنا, فان الحل سيكون بالحوار مع المقاومة والبعث لتنفيذ الحقوق وليس للمساومة عليها.
* هلا حدثتنا عن واقع المقاومة في العراق؟
– هي فصائل متعددة انطلقت من دون تنسيق ولكنها الآن تقترب من بعضها والحوار فيما بينها مستمر وقد اتفقت على خطوط عامة فيما يتعلق بالخطاب السياسي والعمل الميداني والتحرك الدولي المشترك والخطاب الاعلامي, وهذا تطور ايجابي.
* هل هناك اختلافات جذرية بين فصائل المقاومة؟
– لا يوجد أي اختلاف جوهري, لأن الهدف من هذه الفصائل هو تحرير العراق, ولا ننكر أن لدى البعض القليل من هذه الفصائل أجندات تتجاوز هدف التحرير لكن 99% من هذه الفصائل تجمع على التحرير وأن يعود العراق عربيا مسلما انسانيا مستقرا وعنصرا ايجابيا في المنطقة والعالم.
* لكن فعاليات المقاومة هذه الأيام قلت ما تفسيركم لذلك؟
– المؤشر يقول عكس ذلك, وما قل هو القتل العشوائي الذي كان ينفذه الأمريكان والموساد الإسرائيلي وهذا بطبيعة الحال يختلف عن المقاومة وأؤكد هنا أن الأمريكيين هم الذين خلقوا العنف في العراق, ساعدهم بذلك بعض قوى الاقليم.
ونحن هدفنا الاحتلال ومن يحميه ويدافع عنه ولسنا مسؤولين عن عمليات العنف وأبشر الجميع أن عملياتنا مستمرة ومتصاعدة, فالمقاومة التي انطلقت في العراق لن تتوقف وهناك المئات من الشباب ينخرطون فيها يوميا.
* كيف تنظرون الى الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين الاحتلال وحكومة المالكي؟
– الاحتلال باطل بموجب القانون الدولي, وبالتالي ما ينجم عنه فهو باطل أيضا ولا يوجد أي شيء شرعي في العراق سوى المقاومة وشعب العراق الرافض للاحتلال.
وهذه الاتفاقية باطلة ولاغية, وباسقاط وزوال الاحتلال ستسقط وتزول كل افرازاته وهذا هو أحد أهم أبرز أهداف المقاومة الرئيسية.
وسؤالنا هو: من يفاوض من؟ هل هو المالكي الذي يفاوض الأمريكيين وهم الذين أتوا به بعد أن كان بائع سجاد وبامكانهم تغييره في أي لحظة؟؟ان أمريكا تفاوض نفسها, وهم بما يقومون به يريدون خداع الرأي العام الأمريكي بأنهم حققوا شيئا في العراق؟
* بناء على المعطيات الحالية, هل العراق الى تقسيم؟
– نحن لا نؤمن بالطائفية, لأننا بلد جامع أسر وعشائر مختلفة, وننظر الى التقسيم على أنه موضوع سياسي صرف, ولا توجد عندنا طائفية بالمعنى الاجتماعي, وهو صراع سياسي بين أحزاب يريدون من خلاله زرع الفتنة في العراق.
ما جرى من اقتتال هو سياسي وليس طائفيا, وقد شهدت العشيرة الواحدة جانبا من هذا الاقتتال وهذا فعل سياسي, حتى أن الشيعة أنفسهم عانوا من ذلك بفعل ما بين حزب الدعوة والصدر, كما أن السنة أيضا شهدوا ذلك في القتال بين الصحوات والقاعدة.
* ما دور البعث حاليا في الساحة؟
– حزب البعث ليس حزبا سياسيا مجردا بل ذو رسالة وعمره 60 عاما, وهو حزب قومي وانساني ويحمل عقيدة الأمة ومثل خلاصة أهداف الأمة ممثلة بالاسلام والبعث حاضنة اساسية للمقاومة.
وفي رمضان الماضي قال لي الأخ أبو عبد الله قائد الجيش الاسلامي أنه لولا البعث لما استطاعوا قتال الأمريكيين, لأنه وفر لهم السلاح والامكانيات كما أن كوادر البعث انخرطوا في جميع الفصائل مع أن لدينا فصائل خاصة تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير يقودها الرفيق عزت الدوري.
والبعث هو صاحب المشروع في العراق وأحد طرفي الصراع, ولذلك فان الأمريكيين وحلفاءهم جاءوا لاجتثاث البعث وليس الفكر السلفي ونحن واثقون أن البعث هو الذي سيسقط المروع الأمريكي ومن خلاله سيكون الحل, وبالتالي اذا ما أراد الأمريكيون الخروج من العراق فعليهم بالحوار مع البعث, بمعنى أنه لا حل من دون البعث, والا فلن يكون هناك استقرار لا في العراق ولا في المنطقة التى ستبقى تهتز طالما بقي الصراع في العراق.
والبعث ما يزال موجودا في العراق والدول العربية ولا أحد يستطيع تجاوزه.
* هل هناك حوار بين البعث والأمريكيين؟
– لا يوجد حوار بمعنى الحوار, وقد أوصلنا رسائلنا وبرنامجنا السياسي للأمريكيين بناء على طلبهم, وقد سألوا بداية: ماذا يريد البعثيون؟
وبعد ذلك ارسلنا لهم رسالتنا الأولى وطلبنا الجلوس بدون وسطاء والا.. ولم يردوا علينا حتى اليوم.
لقد جاءنا العديد من الوسطاء العرب والعراقيين والدوليين وقالوا لنا أن الأمريكيين يريدون معرفة ما نريد, وقمنا بتسليمهم برنامج التحرير والاستقلال.
* ما تفسيركم لقانون اجتثاث البعث؟
– نحن قدمنا أكثر من 120 ألف شهيد بسبب هذا القانون كما أن العراق خسر نحو 1.5 مليون عراقي في الغزو, وعمليات قتل البعثيين مستمرة في العراق وتشمل الأطباء والضباط والاعلاميين بهدف تفريغ العراق من العناصر الوطنية.
وترتكز استراتيجية الاحتلال على ثلاث محطات هي الصدمة وتضييع العراقي لوعيه وقيمه وهويته, وقد بدأت بالضربة العسكرية فالتهجير والقتل, ونحن بدورنا سنسقط هذا المشروع, وقد تحققت هزيمة أمريكا في العراق, وبقيت الهزيمة الفنية والميدانية على المستوى العسكري من خلال الاستنزاف وهاهم الأمريكيون يعترفون بأن ثلث جيشهم بات خارج الخدمة بين قتيل ومنتحر ومذعور وفار وهناك 60 ألف جندي مرضى نفسيون, بمعنى أن المقاومة نجحت باخراج ثلث الجيش الأمريكي من العراق.
ولا شك أن الاحتلال الأمريكي للعراق هو سبب الأزمة المالية الحالية في أمريكا, ذلك أن كلفة العدوان على العراق حتى الان وصلت الى تريليون دولار في حين أن سبب الأزمة هو 1.4 تريليون دولار.
وعلى العرب أن يفتخروا بشعب وقائد العراق الذي ضرب الخنجر في صدر المحتل.
* ما تفسيركم للتواجد الإسرائيلي من خلال الموساد في العراق؟
– معروف أن المجتمع العراقي لديه ممانعة علانية ضد الأعداء والجواسيس والخونة, والعراق هو عمود رئيسي ووتد البيت العربي ولذلك رأينا البيت العربي يهتز بعد اهتزاز الوتد العربي ونحن لن نقبل بعدو أو جاسوس أن يحكمنا, والعراقيون لن يقبلوا أي تواجد اسرائيلي في بلدهم وكما هو معروف فان الاسرائيليين دخلوا العراق تحت مظلة الاحتلال الذي جاء لتحقيق الحلم الإسرائيلي في العراق.
* ما الذي يجري في شمال العراق؟
– بداية نؤكد أن الأكراد شعب عريق شقيق لنا, ويعيشون بين ظهرانينا وقد منحناهم حقوقا لم ينلها الأكراد الآخرون, حسب قانون الحكم الذاتي لعام ,1974 وقد فوجىء الملا مصطفى البارزاني عند قراءته لبنوده آنذاك.
وما يجري حاليا هو أن الورقة الكردية أصبحت سياسية, وأن الطالباني والبارزاني استخدما من قبل اسرائيل وينفذان الأجندة الأجنبية, وجاءا بالاحتلال وهما يثيران الأزمات في العراق حتى في وجه ما يسمى بالحكومة المركزية وأنهما خرجا بشيء غير مألوف وهو المناطق المتنازع عليها.
ونصيحتنا للأخوة الأكراد أنه ليس أمامهم سوى العيش تحت خيمة العراق الواحد بموجب قانون الحكم الذاتي وباستثناء الطالباني والبارزاني فان الأكراد ضد الاحتلال والتقسيم وهم يعانون من المشاكل مثلنا, وهناك خمسة آلاف اصابة بالتيفوئيد في السليمانية من أصل ثمانية آلاف اصابة في العراق ككل.
وهناك فصائل وحركات كردية مجاهدة ضد الطالباني والبارزاني وتعمل أيضا على طرد الاحتلال وهي منضوية تحت لواء الجبهة.
* هلا وصفت لنا عراق ما بعد التحرير؟
– نطمح لاقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يضمن حقوق الانسان وحرياته, وقد غادرنا سياسة الحزب الواحد, أي أن نمط الحكم المركزي الصرف لن يعود.
* وندعو لاطلاق عملية سياسية وطنية بعد رحيل الاحتلال تسبقها مرحلة انتقالية لمدة سنتين تقودها حكمة انتقالية مهمتها تسيير الأمور في البلد وتقديم الخدمات وازالة آثار العدوان واعداد دستور للبلاد وقانون للانتخاب والأحزاب ومن ثم تشرف على الانتخابات
العرب اليوم
الأربعاء 12/11/2008