أكد اختراق «الحياد الطبي» بعد صدور الأحكام على الأطباء
أفرجت السلطات الأمنية أمس الأربعاء (13 مارس/ آذار 2013)، عن الطبيب غسان ضيف، وذلك بعد أن أنهى مدة محكوميته ضمن ما عرف بقضية «الكادر الطبي».
واعتقل ضيف ضمن مجموعة من 6 أطباء في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بعد تأييد محكمة التمييز أحكاما بالسجن بحقهم، والأطباء الستة هم: علي العكري (محكوم بالسجن 5 سنوات)، إبراهيم الدمستاني (محكوم بالسجن 3 سنوات) وسعيد السماهيجي وغسان ضيف (محكومان بالسجن سنة واحدة) ومحمود اصغر (محكوم بالسجن 6 اشهر) وضياء إبراهيم (محكومة بالسجن شهرين) وقد أفرج عنها بعد قضائها مدة العقوبة. يشار إلى أن ضيف قضى مدة 6 أشهر في الحبس خلال فترة السلامة الوطنية في العام 2011.
إلى ذلك، أكد ضيف في حديث لـ «الوسط» – بعد الإفراج عنه أمس – أن الحياد الطبي في البحرين تم اختراقه لأول مرة في تاريخ المملكة والوطن العربي، وذلك بإصدار أحكام على الطاقم الطبي نتيجة لخدمته للوطن وعلاجه للجرحى والمصابين، موضحاً أن جميع أفراد الطاقم الطبي صدرت في حقهم أحكام بالحبس لمدة تصل إلى 5 أعوام، وذلك لعلاجهم الجرحى والمصابين.
وقال ضيف عن وضع الكادر الطبي في المعتقل «إن السجن يبقى سجناً مهما كان وحتى لو وضع الذهب فيه ووضعت فيه جميع مغريات الحياة، ففي الأخير سيبقى سجنا يعزل فيه المعتقل عن باقي العالم، هذا ما كنت أشعر به خلال تواجدي في المعتقل طوال الفترة الماضية».
وأضاف ضيف أن «الطاقم الطبي المعتقل حالياً يتعرض للكثير من الضغوط داخل السجن، وقد يكون ذلك نتيجة الإجراءات المتبعة داخل السجن، وهذه الضغوطات لم تتشكل على الطاقم الطبي فقط، إذ إن هذه الضغوط تواجه جميع المعتقلين، إلا أنه مع ذلك كانت هناك محاولة للتخفيف من الإجراءات من قبِل الإدارة، إلا أنه مع ذلك كانت الضغوطات مازالت مستمرة».
وأوضح ضيف أن الكادر الطبي في المعتقل يتواجد مع الجنائيين، قائلاً «إن بقاء الكادر الطبي داخل المعتقل برفقة السجناء الجنائيين يعد إجحافا في حق الكوادر الطبية، فالعديد من أفراد الطاقم الطبي كانوا في عنابر يتواجد فيها جنائيون لهم سوابق».
وأشار ضيف إلى أن «تواجد الكادر الطبي في سجن جو يعد إهانة لهذه الكوادر وهذا ما اعتقده نتيجة لما قدمته هذه الكوادر»، مبيناً أن جميع الكوادر الطبية قدمت خدمة إنسانية وهي علاج الجرحى والمصابين، موضحاً أن أعضاء هذا الكادر خدم ما بين 25 و32 عاما، مستغرباً أن تتم مكافأة الكادر الطبي بالسجن، مؤكداً أن تواجد الكادر في السجن المركزي لمملكة البحرين مع الجنائيين كان «إجحافا» في حق من خدم الوطن، مستغرباً أن يتم سجن طبيب استشاري مع أصحاب سوابق.
وعن كيفية وداعه لرفاقه في المعتقل أكد ضيف أنه غالباً ما يتم إقامة «زفة» للمفرج عنهم داخل المعتقل، قائلاً «عندما كان دوري في الخروج من المعتقل رفضت ذلك فلن يهدأ لي بال حتى يفرج عن جميع المعتقلين وخصوصاً أفراد الطاقم الطبي، كما أني أطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، إذ إنه من خلال مجالستي تأكدت أنهم أصحاب قلوب ومعتقدات رفيعة وفي اعتقادي أنهم لم يرتكبوا أي جناية ليتم إصدار أحكام في حقهم تتراوح ما بين 5 و25 سنة».
وطالب ضيف بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الكادر الطبي، مؤكداً أن هذا الكادر قدم الكثير لخدمة الوطن والمواطنين.
وعن مشواره الطبي وكيف سيواصل مهنته في ظل فصل الأطباء الذين صدرت في حقهم الأحكام القضائية، قال ضيف «إن قرار الفصل كان تعسفيا وليس قانونيا، إذ إنه في الوقت الذي سمعنا في المعتقل عن وجود حوار ومصالحة وطنية نفاجأ بهذا القرار والذي أعتبره كيديا يستهدف تعميق الأزمة وليس حلها».
وتابع ضيف قائلاً «ان عملية الفصل التي طالت الأطباء لن تحل الأزمة السياسية فكنا نأمل من خلال ما سمعنا عنه بوجود حوار وطني بين جميع الأطراف أن يتم حل قضية الكادر الطبي وذلك خارج المحاكم».
وأضاف ضيف «ان الفصل الذي قامت به الوزارة أعتبره فصلا تعسفيا وخصوصاً أن جميع التهم التي وجهت للكادر الطبي خلال فترة السلامة الوطنية كان قد برأ القضاء الأطباء منها، إضافة إلى أن المئات من الشهود سجلوا شهاداتهم لدى القضاء والتي تؤكد تبرئة القضاء، لذا فإن الفصل كان تعسفياً ولا يهدف إلى حل الأزمة بل إلى تعميقها بشكل أكبر».
وأكد ضيف أنه سيواصل في تقديم خدمته من خلال مهنته الإنسانية لجميع المواطنين دون تمييز أو تفريق، فجميع الأطباء قاموا بأداء واجبهم بإخلاص دون تمييز أو تفريق بين المرضى، مؤكداً أنه سيواصل في علاج الجميع وذلك لخدمة الوطن والمواطنين، داعياً جميع الأطباء إلى الاستمرار في علاج الجرحى والمصابين والمواطنين وذلك لخدمة الوطن.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3841 – الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ