في الوقت الذي يُواصل فيه المناضلون البعثيون وفصائل المقاومة المسلحة الباسلة جهادهم الملحمي ويلحقون أفدح الخسائر بالبشر والمعدات والأموال بقوات الاحتلال الأميركي بالرغم من التعتيم الاعلامي المطبق حول هذه الخسائر فأن ما تُُسمى بـ ( العملية السياسية ) المخابراتية تشهد هي الأخرى تداعيات وانهيارات مُتلاحقة ففضلاً عن تشرذم الكيانات الطائفية والعرقية المكونة لها ، فأن الصراعات تشتد وتبلغ أوجها بين هذه الكيانات عبر استمرار تنفيذ المخطط الأميركي الصهيوني الفارسي لتقسيم العراق .. فبعد ما أسموه أزمة ( كركوك ) التي يخططون لسلخها عن العراق جاء دور ما أسموه أزمة ( خانقين ) إمعاناً في تمزيق العراق وتضييع هويته الوطنية والقومية ، وكل ذلك هو بهدف تكثيف الدخان لتمرير اتفاقية الاذعان التي يسمونها بـ ( الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد بين أميركا والعراق ) لكي يستبق بها المجرم بوش افتضاح هزيمته المدوية في العراق بعد قرب نهاية ولايته التي تم بدأ عدها التنازلي متسارعاً ولم يبق منها سوى شهر يسبق انتخابات الرئاسة الأميركية وثلاثة أشهر على تسلم الرئيس الجديد والادارة الأميركية الجديدة .. وفي الوقت الذي راحَ بوش يُداري هزيمتهُ بالاعلان عن سحب 8000 جندي من العراق بحلول شهر شباط القادم ، والاعتراف الضمني في تصريحات روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي قبل وأثناء وبعد زيارته الأخيرة للعراق عن ( نهاية اللعبة ) وانتهاء ما يُسميه الحرب في العراق .. في هذا الوقت بالذات تشهد ما تُسمى ( العملية السياسية ) المزيد من التمزق والانهيار باشتداد الصراعات بين أطرافها وغرقهم في دوامة الصفقات لإقرار ما يُسمونه قانون انتخابات مجالس المحافظات وبروز ولاءات أعضاء ما يُسمى مجلس النواب لايران ولأميركا واسرائيل فضلاً عن الولاءات المزدوجة لايران وأميركا والتصارع العلني فيما بينهم بل العراك بالأيدي لتنفيذ مخططات الأسياد .. وهكذا تتضح النتائج المأساوية للاحتلال الأميركي على أبناء الشعب العراقي الذين أعطوا ما يقرب المليون ونصف المليون شهيد ويعانون شظف العيش والحرمان من أبسط خدمات الماء والكهرباء والوقود ويعانون الأوبئة والأمراض كالكوليرا والسرطان وغيرها .. بيدَ أن عزيمة الشعب العراقي الباسل لن تلين وستواصل مقاومته الباسلة تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير وحتى النصر المؤزر وتحرير العراق وتحقيق استقلاله التام والناجز وإعادة بنائه الجديد على دروب النهوض والتقدم والارتقاء .
الثورة