والسفيران الأميركي والبريطاني ينبذان العنف ويحثَّان على الحوار
أعلنت وزارة الداخلية في حسابها بـ «تويتر» على لسان رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن اعتقال «10 أشخاص للاشتباه بهم في التفجير الإرهابي الذي وقع بمنطقة بني جمرة مساء أمس الأول (الأربعاء)»، وجاء ذلك بعد انتشار النقاط الأمنية في جميع مداخل القرية لساعات امتدت حتى نحو الساعة العاشرة من صباح أمس (الخميس).
وقال الحسن في تغريدة لوزارة الداخلية عند حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر أمس إنه تم «القبض على 7 أشخاص مشتبه بضلوعهم في التفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة بني جمرة مساء أمس (مساء أمس الأول)».
وبعد ساعتين وفي تغريدة أخرى أشار الحسن إلى انه «تم القبض على 3 أشخاص آخرين من المشتبه بضلوعهم في التفجير الإرهابي بمنطقة بني جمرة، ومازالت عمليات البحث والتحري جارية».
إلى ذلك، قال الأهالي: إن «قوات أمن بالإضافة إلى مدنيين طوقوا القرية وأغلقوا جميع منافذها عند حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس الأول وتمت مداهمة أول منزل، وهو منزل أحمد إبراهيم هارون وكانت لديهم حالة ولادة طارئة، إلا أنهم لم يستطيعوا نقل الوالدة إلى المستشفى إلا بعد حوالي ساعتين».
وتابعوا «انتقلت قوات الأمن لمحاصرة المنازل القريبة من مسجد الفرج، لمدة ساعة ونصف من دون أية مداهمة».
وواصلوا بعد ذلك «تمت مداهمة منزل حسين هارون وتم اعتقال الأب مع اثنين من أولاده قبل الإفراج عن الأب صباح أمس وهو يبلغ من العمر نحو 59 سنة».
وأشار الأهالي إلى أن «منزل عائلة آل هارون بقيت قوات الأمن فيه نحو ساعة، وتم العبث بمحتويات المنزل، وتمت مصادرة العديد من أدوات البناء وغيرها وتم اعتقال شخص من المنزل».
وتابعوا «بعد ذلك تمت مداهمة المنزل الثالث بالقرب منهم، وفي الطابق الثالث كانت هناك مجموعة من الشباب في غرفة عادة ما يجلسون لمشاهدة المباريات وتدخين الشيشة، إذ تم اعتقال جميع الموجودين في الغرفة وهم 7 أشخاص».
وأكد الأهالي أن «العشرة المعتقلين تعرضوا للضرب المبرح لنحو نصف ساعة قبل نقلهم من المنطقة».
وبينوا أن «عدد من أهالي المعتقلين راجعوا مركز شرطة البديع الذين نفوا وجودهم لديهم، وأبلغوهم أنهم في مركز شرطة دوار 17 وعند ذهاب الأهالي قالوا إنهم في إدارة التحقيقات الجنائية وهناك أبلغونا أنهم في المركز، ولم نحصل على أي معلومة عنهم».
ولفت الأهالي إلى توجيه «كلمات غير لائقة إلى الأهالي، بالإضافة إلى التهديدات أثناء المداهمات»، مستغربين من «اعتقال 21 شخصاً من قرية بني جمرة خلال مدة لا تتجاوز 20 يوماً، منهم 16 شخصاً لا يعرف الأهالي مصيرهم».
وأكدوا أن «المداهمات استمرت حتى بعد صلاة الفجر إذ لم يرفع أذان الفجر إلا في مسجد واحد فقط»، مشيرين إلى أن «الحصار تسبب في عدم تمكن الطلبة من الذهاب إلى مدارسهم بالإضافة إلى عدم ذهاب العمال إلى أعمالهم فضلاً عن عدم تمكن الطلبة من خارج القرية من الدخول للدراسة وهم طلبة مدرسة البديع الابتدائية للبنين».
وبينوا ان «الأشخاص الذين كانوا خارج القرية وخصوصاً من كانوا على العمل لم يتمكنوا من الدخول إلى القرية، كما أن أي شخص كان يريد مراجعة مركز البديع الصحي كان عليه أن يتوقف بسيارته خارج المنطقة ويسير على قدميه إلى المركز».
من جانب آخر، أصدرت جمعية الوفاق بياناً صحافيّاً قالت فيه: إن قوات الأمن «حاصرت منطقة بني جمرة غرب العاصمة المنامة لمدة نحو 10 ساعات، وتمت معاقبة الأهالي عقاباً جماعيّاً إذ بدأ الحصار منذ مساء أمس الأول (الأربعاء) حتى صباح أمس الخميس (30 مايو/ أيار 2013)، مع إغلاق مداخلها بالكامل».
وتابعت «جاء الحصار بالتزامن مع تحليق منخفض للمروحية، وأعداد من المركبات الأمنية والمدنية(…)».
وقالت: إن «الحصار شمل مداهمات للمنازل وترويع للمواطنين، وترافق كل ذلك مع اعتقال 10 مواطنين بينهم طلاب وهم على أبواب الامتحانات».
وأضافت الجمعية أن اعتقال العشرة المواطنين «جاء من خلال مداهمة البيوت أثناء ساعات الليل وبشكل مفزع، وكان عدد منهم في منزل واحد، والآخرون في منزل آخر».
وأكدت أن «الحاجة ملحة للجنة مستقلة للتحقيق في كل التفاصيل»، مشيرة إلى أنه «لا توجد أي معلومات عن المعتقلين، ولم يتمكن أهلهم من معرفة الاتهامات التي وجهت إليهم، وخصوصاً أنهم كانوا في بيوت وليسوا في الطرقات، وتم اعتقالهم من خلال المداهمات التي قامت بها الأجهزة الأمنية».
والسفيران الأميركي والبريطاني ينبذان العنف ويحثَّان على الحوار
وقد أصدر السفيران الأميركي والبريطاني في البحرين بيانين منفصلين، إذ قال السفير الأميركي توماس كراجيسكي: «إن جميع أعمال العنف غير مقبولة تماماً، وهي لا تساعد الجهود الرامية إلى إعادة بناء الثقة، وتحقيق مصالحة ذات مغزى في البحرين».
وشدد السفير الأميركي على أهمية الهدوء، وحث جميع الأطراف المعنية على «بذل كل ما في وسعها لمنع مزيد من العنف، ويجب على جميع شرائح المجتمع البحريني دعم الحوار الوطني والمشاركة فيه، وإدانة أعمال العنف والتحريض، والإسهام في تهيئة مناخ مؤاتٍ للمصالحة».
فيما شدد السفير البريطاني في البحرين إيان لينزي، على أن «الحوار الصريح والبناء هو السبيل الوحيد أمام البحرينيين لإحراز تقدم بشأن التوصل إلى حل سياسي».
وأضاف «أنا أشجع قادة المجتمع البحريني على مواصلة نبذ العنف، واستخدام تأثيرهم لضمان أن يكون التظاهر سلميّاً».