استمرار استدعاء خطباء ورؤساء مآتم… و«الوفاق»: 32 شخصاً تم استدعاؤهم
استمرت وزارة الداخلية في استدعاء خطباء ورؤساء المآتم، إذ استدعت أمس الثلثاء (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، رئيسَي مأتمَي الزراريع والسباسبة في قرية شهركان، فيما استدعت الخطيب السيدعلوي الشهركاني. وقال رئيس مأتم الزراريع علي محسن: «وُجهت لي أسئلة عن قصيدة ألقاها أحد الرواديد قبل أيام، واستفسروا عن ورود بعض العبارات السياسية فيها، وقد وقعت على تعهد، بطلب منهم، على ألا نكرر هذا الطرح في المأتم».
إلى ذلك، ذكر رئيس مأتم السباسبة سيدعطية سيدحسين أنه ذهب إلى مركز شرطة مدينة حمد (دوار 17)، بمعية خطيب المأتم السيدعلوي الشهركاني، مبيناً أنهم «سألوني عن التطرق للسياسة في المأتم، فأكدت لهم أن الخطيب لم يتطرق لأي أمور سياسية».
إلى ذلك، قال عضو الأمانة العامة بجمعية الوفاق ورئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد في مؤتمر صحافي أمس: «إن جمعية الوفاق رصدت خلال الأيام الماضية استدعاء 32 شخصاً من رواديد وخطباء ومسئولي مآتم في تعدٍّ واضح على الحرية الدينية».
—————————————————————————
ميلاد: الاعتداء على الحريات الدينية لن يبعدنا عن المطالبة بالديمقراطية
«الوفاق»: استدعاء 32 خطيباً ورادوداً ومسئول مأتم… وما يجري تعدٍّ على «عاشوراء»
قال عضو الأمانة العامة بجمعية الوفاق ورئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد إن «جمعية الوفاق رصدت خلال الأيام الماضية استدعاء 32 شخصا من رواديد وخطباء ومسئولي مآتم في تعد واضح على الحرية الدينية».
وأشار ميلاد في مؤتمر صحافي عقده بمقر الجمعية بالزنج يوم أمس عن الحقوق والحريات إلى أن «فريق الرصد في جمعية الوفاق رصد استدعاء 12 خطيبا وتوجيه اتهامات مختلفة إليهم، كما استدعي بعضهم لأكثر من مرتين»، لافتا إلى أن «عملية الاستدعاء شملت 15 مأتما و5 من الرواديد، فضلا عن استمرار الاستدعاءات حتى اليوم (أمس)، كما شمل ذلك إزالة للشعارات الدينية المتعلقة بعاشوراء فضلا عن مجسمات»، مؤكدا أن «كل ذلك يمثل تعديا واضحا على الحريات الدينية الموجودة في البحرين منذ مئات السنين فضلا عن أنه خرق واضح للدستور الذي يشدد على الحرية الدينية».
وأضاف ميلاد «قال تصريح الوكيل المساعد للشئون القانونية ان كل ما تم من اجراءات على مظاهر عاشوراء وعلى الحريات الدينية أن ذلك من أجل حفظ السلم الأهلي، وسنرى وفق المعايير الدولية من الذي يتعدى على السلم الأهلي، ما قامت به وزارة الداخلية أم ترك الشعائر تقام ورفع اليد عن الحريات الدينية»، وتابع «عندما نذهب للحديث عما تم الاتفاق عليه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة فإنه ينص: وإذ تضع في اعتبارها ان الاعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي لحقوق الإنسان تنادي بالمساواة أمام القانون والحق في الوجدان والمعتقد، وأن اهمال حقوق الإنسان ولاسيما حرية التفكير والمعتقد قد جلبا على البشرية حروباً وآلاماً بالغة… ويؤديان لاثارة الكراهية بين الشعوب والأمم»، وبين أن «التعدي على الحريات الدينية هو الذي يسبب المشاكل».
وشدد ميلاد على أن «البحرين تشهد – وخصوصا في موسم عاشوراء – التعايش بين المذهبين الأساسيين بل تتعدى إلى الأديان الأخرى في البحرين وعلى الخصوص من يتحدثون اللغة العربية من الاجانب ونشهد الكثير من هذه المظاهر يومياً»، وأوضح أن «من يتم استدعاؤهم لا ينقلون إلا مبدأ واحدا نقله الإمام علي (ع) وتعتد به الأمم المتحدة «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، وتساءل «لا ندري هل ما يقوله العالم أو ما قامت به وزارة الداخلية من تعد على الحريات الدينية يهدد السلم الأهلي؟»، وتابع «ما يحصل يناقض الحريات الدينية ولا يمكن القبول به أبداً، وجمعية الوفاق تعتبر هذه الاستدعاءات قائمة على مخالفات دستورية وقائمة على مصادرة الحريات الدينية واستفزاز لم يسبق له مثيل في تاريخ البحرين القديم والحديث»، وقال ان «الجمعية تعتبر أن المستهدف ولأول مرة هو نفسه موسم عاشوراء بدليل أن ما يتم التعدي عليه والاستدعاءات لم تخص الرواديد والخطباء اصحاب الكلمة وانما شمل مسئولي المآتم وتكسير المجسمات والسواد ومظاهر عاشوراء، وهو المظهر العام لتقاليد البلد لاحياء عاشوراء كما نص الدستور»، وواصل «فهناك تعد صارخ على موسم عاشوراء وليس على حرية الكلمة فقط، وهو تعد على حرية المعتقد الذي يجب أن تلتزم به الدولة».
وذكر ميلاد أنه «يتم استدعاء الخطباء ويناقشون في الروايات والآيات وغيرها، وهي بحوث تطرح بالمنابر الحسينية منذ سنوات وهي تخصصية وتطرح مسانيدها وتحتاج لمتخصص»، وتساءل «ولكن، هل لدى من يحقق مع الخطيب أي خبرة؟، فما يجري هو تفسيرات ومحاكمة نوايا، إذ يتم تفسير العبارات وتسقط على الواقع»، مشيرا إلى أن «التعدي بهذا المستوى غير مسبوق على الشعائر الإسلامية، فهل إظهار الحزن على سبط الرسول (ص) يهدد السلم الأهلي؟، ولماذا التوجس من وضع الشعارات ومظاهر عاشوراء وكلمات الإمام الحسين (ع) فهي كانت وعلى مدى مئات السنين تقام في البحرين؟»، لافتا إلى أن «الإمام الحسين (ع) لا يخص طائفة لذلك فمن يحيون ذكرى عاشوراء ينتمون لجميع الطوائف والأديان فهو لكل المسلمين والأحرار».
وأوضح ميلاد أن «ما يحصل يناقض المواثيق الدولية ولا يمكن القبول به»، مؤكدا أن «وزارة الداخلية تعترف بأنها هي التي تقوم بالاستهداف والتعديات والاستفزازات وبدأت في ذلك قبل شهر محرم، والغريب أن من ضمن ما أزيل أو طلب إزالته من يافطات هو بعض ما قاله الإمام الحسين عليه السلام».
واستغرب ميلاد من اتهام «من يتم استدعاؤهم بالإساءة إلى روحانية عاشوراء في حين أن الوزارة هي من تشحن الأجواء وتقوم بإزالة السواد واليافطات والكلمات الخاصة بموسم عاشوراء»، مشيرا إلى أن «من ضمن التبريرات بإزالة اليافطات ومظاهر عاشوراء بحجة أن بينها اعلانات تجارية، وهو من اختصاص وزارة البلديات، فلماذا تزيلها وزارة الداخلية وتدقق فيها؟»،