استخدام الرصاص الحي عند «دوار اللؤلؤة»
عصر أمس دوت أصوات الرصاص الحي في عاصمتنا الحبيبة، وكان صوتاً مختلفاً تماماً، وسرعان ما بدأت الصورة تتضح عن ما حدث… لقد كانت جموع المعزين في نهاية (كسار) فاتحة الشاب علي عبدالهادي مشيمع (21 عاماً) في الديه قد اتجهت نحو «دوار اللؤلؤة»، ولم ينفع مع الشباب الذين انطلقوا نحو الميدان المحصن من الجيش دعوات من خاف عليهم من الموت بالرصاص الحي… توجهوا إلى الميدان حاملين أعلام البحرين وتحركوا بالقرب من المدرعات العسكرية. وفيما وقف بعضهم رافعاً العلم، كان آخرون يؤدون الصلاة، وبعضهم يفتح قميصه في إشارة لاستعداده لتلقي الرصاص. وما هي إلا فترة وجيزة وإذا بأصوات الرصاص الحي تسمع في أرجاء واسعة من العاصمة ومحيطها.
هذا الصوت المدوي للرصاص وصل إلى مجمع السلمانية الطبي، وهناك كان حشد كبير من الأطباء والممرضين والمسعفين يعتصمون داخل «المستشفى» ويطالبون باستقالة وزير الصحة، ويتهمونه بإصدار قرارات تمنعهم من إسعاف المصابين في الحوادث الأخير… فجأة، تصل الاستغاثات إليهم عن وقع جرى، وتنطلق عدة سيارات إسعاف نحو الميدان لتلتقط ما استطاعت من المصابين في رحلتها الأولى وتعود بهم إلى السلمانية.
وهناك، يرتفع صوت المذياع الداخلي يطلب من نخبة الأطباء الإسراع إلى غرف العمليات التي استقبلت شخصين أصيبابصورة خطيرة، وعدداً كبيراً من الجرحى الآخرين. أحد المصابين يُعتبر حالياً في حالة موت سريري – بحسب الأطباء – لأن الرصاصة اخترقت رأسه، وآخر أصابته الرصاصة في كبده وخرجت من الجانب الآخر، وحالته استقرت بعد أن التف حوله الجراحون من كل جانب.
يطلب الأطباء دماً من صنف "O ناقص" ولكن بنك الدم ليس فيه ما يكفي من هذا الصنف، فيطلب الأطباء إرسال رسالة إلى المواطنين ومن يستطيع التبرع بهذا الصنف. هكذا ودعت البحرين يوماً مأساوياً آخر… يوماً لم يعتقد أي بحريني أنه سيراه في حياته، ويوماً أدخلنا في مرحلة عصيبة جداً، فتحت الأزمة بشكل لا يتناسب وخصوصية البحرين الآمنة والمطمئنة.
دوار اللؤلؤة ينزف من جديد… الجيش يُفرِّق مواطنين بالقوة مساء أمس
فرّقت قوات تابعة للجيش بالقوة مساء أمس جمعاً من المواطنين توافدوا بالقرب من دوار اللؤلؤة قرابة الساعة الخامسة من مساء أمس.
وقال شهود عيان إن حشداً من المواطنين توجهوا بعد انتهائهم من «كسار» عزاء الشاب علي عبدالهادي مشيمع (21 عاماً) في الديه، ومع اقترابهم من موقع وقوف سيارات المطافئ قريباً من دوار اللؤلؤة، وهم يهتفون «سلمية سلمية»، قامت قوات من الجيش بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين المواطنين المتواجدين هناك.
وبحسب الشهود، فإن المسافة الفاصلة بين الجهتين لم تزد عن 100 متر، فيما تداعت عشرات السيارات التابعة لقوات مكافحة الشغب للموقع المذكور، حيث تمركز المئات منهم أمام الشوارع المطلة بالقرب من الدوار وقاموا بإغلاقها أمام حركة السير.
وأكملوا «ورغم ذلك، أدى عدد من المواطنين المحتشدين صلاة العشاءين في الشارع قريباً من المنطقة المذكورة، فيما شوهدت سيارات الإسعاف تتوافد على المنطقة لنقل المصابين والجرحى».
ونُقل عن شهود العيان أن «عشرات السيارات المتوقفة بجانب دوار اللؤلؤة منذ أمس الأول (الخميس) شوهدت مكسورة بالكامل».
إلى ذلك، ذكر عدد من المواطنين كانوا موجودين في مجمع السلمانية الطبي أنهم شاهدوا ما لا يقل عن 40 مصاباً تم نقلهم بعد الحادث المذكور وابتداءً من الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس.
وذكروا أن «من بين الحالات التي تم إسعافها، طفلاً لا يتجاوز عمره عاماً واحداً، أصيب بحروق في وجهه».
وأشاروا إلى أنها مشاهد مأساوية لمواطنين أصيبوا إصابات مباشرة، بعضهم جراء الاختناق والبعض الآخر جراء طلقات مختلفة الأنواع قالوا إن آثارها كانت واضحة للعيان بشكلٍ كبير.

