أكد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أن الحوار، وا?يمان بالعمل السلمي والمؤسسي لتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية، والاحتكام إلى إرادة البحرينيين هو الطريق الأمثل للخروج بحل عادل وشامل للأزمة التي تمر بها البلاد، رافضاً في الوقت ذاته استبعاد أي مكون من المكونات البحرينية من صناعة الحل للأزمة أو استئثار أي طرف بالهيمنة على ا?طراف الوطنية الأخرى.
وعبر في بيان صدر عنه أمس السبت (5 يناير/ كانون الثاني 2013) بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة عن إيمانه بأن وحدة عمال البحرين بغض النظر عن تعددية أطيافهم وانتماءاتهم ومنابعهم هي وحدها السبيل لتحقيق مطالبهم عبر الحوار الاجتماعي والشراكة الاجتماعية المتكافئة بين أطراف الانتاج، مشدداً على أن ما تحقق في قضية المفصولين على خلفية أحداث العام 2011 يجب أن يكون منطلقا للبناء عليه لاستكمال الحل لا بوصفها نقطة اكتفاء وتوقف عن مواصلة العمل.
ورأى أهمية وحدة عمال العالم في مواجهة استحقاقات العولمة ومواجهة تغول المؤسسات المالية العالمية التي تفرض شروطها على الدول الأقل نمواً بما يمس قيم ومعايير التنمية البشرية ويقصي البعد الاجتماعي منها.
وقال: «كان العام الماضي 2012 على الصعيد الوطني والعربي والعالمي حافلاً بالتحديات الجسام التي ألقت بظلالها وتداعياتها على العالم وكان للبحرين نصيب من هذه التداعيات التي واجهتها الحركة العمالية، حيث فرزت الأحداث في إطار ما يعرف بحركة الربيع العربي الحركة النقابية العربية إلى اتجاهين متضادين: أحدهما متعاطف ومناصر لحركة الشعوب العربية الطامحة إلى تحقيق الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، والاتجاه الآخر المحافظ الذي يريد النأي بالحركة النقابية بعيداً عن الحراك الشعبي بما يسمى عدم التسييس للحركة النقابية».
وتابع: «في غمار هذا التجاذب الذي شهدته مجمل المنطقة العربية وجد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين نفسه مسئولا لا يتجاهل مطالب القطاعات الواسعة من الشعب وعلى رأسها الطبقة العاملة المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة القائمة على تكريس البعد الاجتماعي كبعد أساسي في التنمية البشرية بكل ما يعنيه من تحقيق معايير العمل الدولية للعمل اللائق، القائم على الأجر العادل والحماية الاجتماعية والكرامة الإنسانية ونبذ العمل الجبري»، مبيناً: «في نفس الوقت كان الطريق الذي اختاره الاتحاد العام لا يلقي به كمنظمة نقابية في قلب التنازع السياسي بين أطراف العملية السياسية، حيث حافظ الاتحاد العام على قدر من علاقة التعاون والحوار مع جميع ا?طراف في الوطن العزيز بما يمكنه من لعب دور محوري في العمل من أجل مصلحة عمال البحرين في تحقيق العدالة الاجتماعية أياً كانت نتائج الحراك المطلبي».
وأعرب بمناسبة العام الجديد 2013 عن التهنئة والتبريك للبحرين الغالية وإلى جميع عمال البحرين بجميع انتماءاتهم وأطيافهم المختلفة متطلعا مع الجميع ?ن يكون عام 2013 عام خير وسلام على البحرين بكل مكوناتها، ومتطلعا مع عمال العالم إلى أن يتحول عالم العمل بفضل النضال النقابي إلى عالم أكثر عدالةً واحتراماً وتطبيقاً لمعايير ومبادئ العمل الدولية.