منصور الجمري
جميعنا يعرف الكثير مما يجري في البحرين، وعلى رغم اختلاف بعض التفسيرات هنا وهناك؛ فإن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: الى أين تسير الأمور؟
الأحداث خلال الأيام الماضية فاقت في مستوى توترها التوقعات، ويكفي أن الذي لا يرى المناوشات أمام عينيه؛ فإنه يشاهد التواجد الأمني المكثف والمدرعات من كل نوع والحواجز من كل جانب، بحيث تتحول الرحلة التي تستغرق في العادة ربع ساعة الى ساعات.
المحللون والمراقبون ينظرون إلى أن المشكلة متكررة، وتكرارها يرهق البحرين، والمحك الأساس ليس في الإغراق في هذا التكرار المنهك لمجريات الأمور وطريقة التعامل معها؛ وإنما في إيجاد الحل العملي الذي يمكِّننا جميعاً من الخروج من هذه الأزمة السياسية نحو التعافي بصورة مُرضية.
وحاليّاً، لا أعتقد أن هناك رؤية واضحة لكسر هذا الجمود، ونحن بحاجة ماسة الى تضافر الجهود من خلال عملية سياسية غير متمترسة خلف الأوهام أو المصالح الضيقة.
نسمع حاليّاً أن هناك من يضع شروطاً على التحاور، وآخر يرفض أن يتطرق الحوار الى مواضيع معينة على رغم القول سابقاً بأن الحوار يشمل جميع المواضيع، وآخر يهدد بالانسحاب، هذا في الوقت الذي يشكك آخرون في مدى قدرة الترتيبات الحالية للحوار على الخروج بنتائج عملية.
ما نحتاج إليه هو أن نجيب بصورة مقنعة على التساؤل بشأن مستقبل الأمور، ويمكن أن نقيس مدى نجاح أية خطوة تتخذ على المستوى السياسي أو الأمني من خلال التمعُّن في مدى قدرة هذه الخطوة أو تلك على «إعادة الثقة» بين أطراف المعادلة الوطنية.
كما يمكن أن نقيس نجاح أية مبادرة فيما إذا تمكنت من إقناع أكبر عدد ممكن من المؤثرين على الساحة بأن الأمور الرهيبة التي حصلت في الماضي قد أصبحت من الماضي فعلاً وأنها لن تعود، وأن الطريق انفتح لتنفيذ خطوات تصحيحية مباشرة. عندها سنجد أن لغة التهديد والتخوين تتوقف، وتستبدل بلغة المبادئ والقيم والتصالح، وتنفتح حينها الآفاق لاحتضان جميع الطاقات المخلصة التي تنتعش في أجواء إيجابية تخدم الجميع وتحفظ البلاد من المخاطر.