منصور الجمري
رفض العنف بصورة مبدئية لا يمثل فقط قوة معنوية لمن يرفع مطالب عادلة؛ وإنما هو أيضاً واجب وطني، ولاسيما أن استهداف الأرواح والممتلكات العامة والخاصة من أية جهة كانت، وتحت أي عذر كان، أمر مرفوض.
ويوم أمس الإثنين (5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) حمل أخباراً غير سارة؛ عن زرع عبوات في المنامة، ومقتل شخصين وإصابة آخر بجروح خطرة. وفي الوقت الذي نقدم التعازي إلى العوائل التي فقدت أبناءها؛ فإن علينا أن نؤكد مرة أخرى إدانتنا للعنف بشكل واضح، ونعتبر أن المخرج الحضاري لكل ما نمر به؛ يكمن في عملية سياسية جامعة؛ تفسح المجال لمصالحة وطنية تاريخية.
حسناً فعلت جمعيات المعارضة التي أدانت الانفجارات التي أعلنت عنها السلطات الأمنية، وما طالبت به جمعية «وعد» بإجراء تحقيق شفاف وواضح للوقوف على حقيقة التفجيرات؛ ينطلق من إيمان المخلصين بأن «توتير الوضع الأمني لا يحل الأزمات والمشاكل السياسية والاجتماعية في البلاد… وأن الانزلاق نحو المربع الأمني؛ يقود البلاد إلى المزيد من تعقيد المشهد السياسي، ويؤدي إلى خسائر هائلة وعلى جميع الصعد، ولن يكسب أحد ألبتة من عمليات التوتير والتصعيد الأمني».
إن إدانة العنف واجب وطني؛ لأن أرواح البشر جميعاً متساوية أمام خالقها، وبلادنا تستحق وضعاً أفضل. لدينا العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والأحداث الجسام التي مررنا بها؛ خلقت توترات مستمرة، والمشهد يتعقد أكثر مع تصاعد الخطابات الحادة من كل جانب. لكننا مطالبون بالبحث عن مخارج عملية؛ نلملم من خلالها الجراح، ونصحح المسيرة الوطنية من كل جانب.