مريم الشروقي
بعد مقالنا السابق عن طالبات الطب الثلاث، اللاتي خسرن إكمال دراستهن الجامعية، ولم يستطعن الحصول على قرار من أي وزارة تعنى بإرجاع المفصولين، فإنّ إحدى أمهات الطالبات قامت بنسخ تعبير كتبته ابنتها عندما كانت في الصف الثالث الابتدائي، دعونا نقرأ تفاصيل هذا التعبير المثير:
أمنيتي…
في يومٍ من الأيام سألتني أمّي: ماذا ستصبحين إذا كبرتِ؟
قلتُ لها: أريد أن أصبح إذا كبرتُ طبيبةً.
قالت: لكن إذا كبرتِ يمكن أن تغيّري أمنيتكِ.
قلتُ: لا لن أغيّر أمنيتي.
قالت: ولكن لماذا تريدين أن تصبحي طبيبة؟
قلتُ: أريدُ أن أصبح طبيبة لكي أساعد الناس والأطفال إذا مرضوا.
قالت: لكن مهنة الطب تحتاج إلى شخص ذكيٍ ومجتهدٍ في دراستهِ.
قلتُ: لا تهتمي يا أمي، سأذاكر حتى أصبح طبيبة ماهرةً وناجحةً.
كلماتٌ بسيطة خطّتها أناملُ تلك الطفلة التي كبرت يوماً، وكادت تحقّق حلماً لتصبح طبيبة، ومن منّا استطاع تحقيق أحلامه؟ إلا المثابر المجتهد الذي لا يكل ولا يمل!
وللأسف لا تستطيع الطفلة التي كبرت على هذا الحلم، أن ترجع إلى كراسي الدراسة، لتكمل ما تبقّى لها، مع أنّها لم تكن يوماً ذاتَ توجّه سياسي، وقد برّأتها محاكم البحرين من جميع التهم المنسوبة إليها.
لم نرَ أيًّا من الوزارات المعنية بهذا الشأن تتّصل بهذه الفتاة أو زميلتيها الأخريين، لإرجاعهن إلى مقاعد الجامعة لاستكمال دراستهن الجامعية، وأصبحت مشكلتهنّ مصيبةً ما بعدها مصيبة، ولكنها بالطبع ليست بذات الثقل على من يحمل المسئولية في الوزارات، مع أنه مطالَبٌ أمام الله قبل أن يكون مطالباً أمام الناس، أن يصون الحقوق، فهل هناك أحدٌ من المسئولين مَنْ يبادر إلى حلّ مشكلة هؤلاء الفتيات؟
نشكُّ في ذلك، إذ إن الجميع لم يحرّك ساكناً، ولم يرفع سمّاعة الهاتف على الأقل، من أجل جبر الخواطر، فكيف سيستطيع أحدهم حلّها؟
نعتقد بأنّ العلم عند الله، وكذلك لم يبقَ لنا إلاّ أن نطرق باب الأمم المتحدة في البحرين، حتى ترسل للفتيات الثلاث رد إحدى الوزارات عن سبب عدم إرجاعهنّ إلى مقاعد الدراسة، فـ «الوساطة» هذه الأيّام مهمّة، وإلاّ فإن الحقوق ستكون خلف الشمس.
وجمعة مباركة.