نوال عباسي
أين ومن نحن؟ سؤال ملح يتردد في مخيلتي بعد أن أصبحنا غرباء وبعيدين عن بعضنا.. نجلس مع بعضنا تحتوينا غرفة صغيرة واحدة.. أو زوجان يجمعهما سرير واحد.. وأحيانا إخوان يجلسان على المقعد الواحد لا يتبادلان الحديث مع بعضهما كل منهما مشغول بالتواصل مع إنسان أخر.. كل واحد يحمل بيده هاتفه الجوال يكبس على الأزرار.. كذلك لا يتحدث مع ضيوف أو أقرباء وأصدقاء يجلسون أمامه لكنه يتواصل مع أصدقاء إما في نفس البلد يسكنون أو تبعدهم عنه الاف الأميال.. لقد أصبحنا حين غزتنا شبكة النت نجلس مع أهلنا كالغرباء.. والقريب أصبح بعيداً.. ً والبعيد أصبح
قريبأً.. وأصبحت علاقاتنا حتى العائلية ناشفة..
تغير محتمل في جغرافيتنا القومية تتقاذفه أمواج عاتية قادمة إلينا من الصهاينة والفرس برعاية الأمريكان.. ولا ندري إلى أين ستجرفنا وإين سترمينا تلك الأمواج.. هل ستغرقنا في هاوية التاريخ أم أننا سنثور عليها بصحوة عربية بالأمل من مسئولينا بصحوة قومية يجمعون شملهم وشملنا ويطلقون العنان للشعب العربي ليحررنا من عبودية قادمة إلينا من جميع الجهات نحن أمة القرآن.. أمة المجد والخلود أمة تستحق الحياة وقيادة نفسها.. فهل سيقرأ مسئولينا لمخططات ويصدون الريح العاتية عنهم وعنا قبل أن تقتلعهم وتقتلعنا من جذرونا عن أرضنا.. هل سنفشل ما خططه الإمبرياليون لنا من مؤامرات؟؟ أتساءل وأسألهم علهم يتحركوا قبل أن يندموا حين لا ينفعهم الندم؟؟
لقد أصبحنا نشعر وكأننا نعيش على أرض كوكب القمر فقدنا توازننا.. أو كأننا سكارى أو مخدرين.. أو كأننا عن وعينا غائبين.. أو كأننا أصبحنا صماً بكماًً كفيفين لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم.. نستمع للأخبار نشاهد الحرائق والدم والدمار والعهر والعار يمارس أمامنا عبر شاشات التلفزة دون ردة فعل لنا.. كأن مشاعرنا أصبحت تنام تحت جبال من الثلوج.. أتساءل أين نحن من صد هذه الهجمة الاستعبادية الشرسة علينا..؟ على مصيرنا على عروبتنا على فلسطيننا على عراقنا
على شامنا على كل شبر من أرضنا العربية التي تتعرض لسلب والنهب والتقسيم.. ولمحاوالات تغيير هويتنا العربية..؟
مع الأسف أجدني أكتب مقالتي في زمن القهر والتهاون والإذلال والضياع العربي.. أكتب وقلمي يتعثر رافضاً لحلمنا العربي بأن يتكسر باحثاً عن نقطة ضوء لعلها تنير ليلنا المريب.. فوجدتني أعود إلى عنوان مقالتي.. أين ومن نحن؟؟ عجزت بأن أجيب على تساؤلي.. أصبحت أنظر إلى الذين يجلسون حولي ولا أعرفهم.. نظرت إلي في مرآتي لم أعرفني شاهدت أمي آتية من البعيد.. اقتربت مني احتضنتي.. وقالت لا عليك.. ابتسمي بسخرية إنها زوبعة في فنجان!!