لا أريد أن أجامل أحدا من أولاد عمومتنا في موضوع مقالي هذا بقدر ما سأقول الحق الذي أوصى به ( جل وعلا ) .. ولا أريد أن أجامل أحدا مهما كان عنوانه السياسي والمادي والثقافي والاجتماعي بقدر ما اعرف أنه صاحب موقف لظرف صعب اتخذه ضميره الحي الطاهر الشريف لأجل قضية تهم كرامة وشرف الأمة . ولا أريد أن أجامل أحدا من أبناء أمتي بقدر ما سأضع النقاط على حروف الكلمات التي سأتناولها في موضوع مقالي هذا والتي ستفهم من قبل كل من يطلع عليها بأنها والله كلمات حق .. ولا أريد أن أجامل أحدا لأجل أن يختبر كلماتي المتواضعة في مقالي هذا كتعبير إنشائي الهدف منه الحصول على درجة معينة في الاختبار .. وإنما سأناشد به التاريخ الذي لا يعرف التلوين , ولا التزوير ولا هدر أو نسيان كل قطرة دم من دماء الشهداء , ولا يمحوا أو يسهوا المواقف التي اتخذت من قبل رجال المواقف والبعيد كل البعد عن المزايدات الرخيصة التي حكم عليها عبر السنين بأيامها ولياليها بالفشل الذريع .. نعم سأناشد به التاريخ متجاهلا عن كل ما يصدر من ردود أفعال من هنا أو هناك لإخوة لنا من الكتاب في هذه الأمة المريضة بمرض فقر الدم العربي وبمختلف اتجاهاتهم وميولهم السياسية وطنية كانت أم قومية أو إسلامية وما فيها من شخصيات وبمختلف عناوينها السياسية والاجتماعية والثقافية أو ما شابه ذلك من آراء كثيرة مع احترامي وتقديري للجميع .
سيادة التاريخ إن موضوع مقالي هذا هو ليس الانتقاص من أبناء عمومتي العرب وإنما هو عتب كبير لإخوة لنا في هذه الأمة بصورة عامة ومنهم إخوة لنا معهم مواقف مدبغة بدماء الشهداء ومدعمة بأموال نفط العراق ومسندة على سلاح وعتاد وجيش العراق بصورة خاصة , ثم وصل الأمر بنا أن نجعل من قضية إخواننا الذين عانوا من احتلال صهيوني لأكثر من ستة عقود أن نشاركهم في جميع معاناتهم وماسيهم طيلة سنوات احتلالهم , والاهم من كل هذا وذاك اتخذ القرار منذ نشأة الفكر الذي نؤمن به والذي تزامن مع احتلال فلسطين بأن تكون قضيتهم هي القضية المركزية لنضالنا والمعروف لكم أيها التاريخ المجيد بفكر البعث الخالد .
واليوم مضى على احتلال شقيقهم العراق ثمان سنوات عجاف ونحن نراقب ونترقب لأي موقف يصدر منهم عسى أن يريح ضمائر الأحرار في العراق , وعسى أن يقابلوا الإحسان بالإحسان .. ولكن المصيبة التي فوجئنا بها أنهم احكموا آذانهم وأطبقوا أفواههم وأداروا لنا ظهورهم كما ( أحكمت الأمة وبمختلف أنظمتها الرسمية آذانها وأفواهها وفضائياتها وصحفها وأحزابها وحركاتها ومنظماتها ونقاباتها واتحاداتها وجماهيرها ) .. نعم لم نشاهد ولم نسمع منهم أي خبر ولا حتى لأي تعليق .. ووصل الأمر بهم أن يحكموا حتى على شاشات فضائياتهم من إذاعة أي خبر يتحدث عن مقاومة العراق وما قام به المحتل من انتهاك بأرض وشرف وكرامة العراق لا من فصائل مقاومتهم المعروفة بجميع الجبهات والاتجاهات ولا من سلطتهم ولا حتى من أهلنا في فلسطين .
ولهذا السبب يرجى السماح لي أن أضع هذه الأسئلة الخاصة بالمواقف التاريخية للنظام الوطني الشرعي في العراق تجاه فلسطين وشعبها وفصائل مقاومتها البطلة لتأشيرها في صفحاتكم الخالدة كوثيقة موقف قومي , ثم طرحها على الأشقاء في فلسطين العزيزة كل ومسؤولياته :
هل قصر البعث تجاه فلسطين منذ عام 1948 ولغاية احتلال العراق وفي جميع النواحي المادية والمعنوية والسياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والمادية الخ ؟ وهل قصرت قيادة البعث في العراق بحق شهداء فلسطين منذ استلام البعث نظام الحكم ؟ وهل قصرت قيادة البعث مع جبهات المقاومة الفلسطينية التي كان يدعمها نظام الحكم الوطني ماديا وإعلاميا ومعنويا ؟ وهل قصرت قيادة البعث في العراق مع أي مسئول فلسطيني ابتداء من المرحوم ياسر عرفات ولغاية احتلال العراق ؟ وهل نسى الشعب الفلسطيني وفصائله المسلحة الخطابات الرسمية لشهيد الأمة المجاهد صدام حسين رحمه الله وهو يردد دائما بتحرير فلسطين ويختمها بعاشت فلسطين من النهر إلى البحر ؟ وهل نسي القادة الفلسطينيون والشعب الفلسطيني قيادة العراق التي وضعت جميع إمكانية دولة العراق تحت تصرفهم ؟ وهل نسي الشعب الفلسطيني الرواتب التقاعدية لشهداء فلسطين والذي اقر من قبل النظام الوطني العراقي ؟ وهل نسي قياديو الجبهات الفلسطينية الدعم اللا محدود وبجميع طاقات الوزارات آنذاك من قبل النظام العراقي الوطني ؟ وهل نسي أهلنا في فلسطين ما أقرته القيادة العراقية من تمليك الدور والشقق والعمارات لجميع إخواننا اللاجئين من الفلسطينيين ؟ وهل هناك نظام رسمي عربي له موقف كموقف النظام العراقي الوطني تجاه فلسطين وشعبها ؟ وهل هناك نظام رسمي عربي اتخذ قرارا كما اتخذه النظام الوطني باعتبار القضية المركزية له هي القضية الفلسطينية ؟
وهل نسي الشعب الفلسطيني وبجميع فصائلة شهداء العراق الذين ضحوا بدمائهم على ارض فلسطين ؟ وهل نسي الفلسطينيون الاحتفالات الجماهيرية والطلابية والمهنية للشعب العراقي في كل ذكرى تتزامن مع احتلال فلسطين ؟ وهل نسي الشعب الفلسطيني وبجميع قيادات فصائله المظاهرات التي خرج لها الملايين من العراقيين منذ احتلال فلسطين ولغاية احتلال العراق ؟ وهل نسي الشعب الفلسطيني وبجميع فصائله التبرعات التي كان يتبرع بها الشعب العراقي للمقاومة الفلسطينية ؟ وهل نسي الشعب الفلسطيني وفصائله المجاهدة ما اتخذته القيادة العراقية بضرب إسرائيل بـ (39) صاروخ عراقي ؟ وهل يعلم الشعب الفلسطيني وبجميع فصائله المسلحة السبب الذي أدى إلى احتلال العراق ؟ وهل يعلم الشعب الفلسطيني الأسباب التي أدت بسلطة الاحتلال الأمريكي إلى حل جيش العراق ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل …. الخ .
من حقي كعربي أن افتخر حين اسمع ويسمع معي شعبي ومقاومته العراقية البطلة الرد الفلسطيني للمواقف التاريخية للبعث في العراق وشعبه وقواته المسلحة التي كانت ترهب أعداء الأمة والذي حلها المحتل الأمريكي الإيراني الصهيوني بعد اليوم الأسود من عام 2003 , وكنا نتمنى الرد الجميل من إخواننا في فلسطين وبجميع فصائلها المسلحة .. ولكن ومع الأسف الشديد لم نسمع ولم نشاهد أو نلتمس لأي رد مناسب مما جعلنا أن نسأل أهلنا وفصائلنا المقاومة في فلسطين هذه الأسئلة :
ما هو الدور ورد فضل المواقف الذي قام به الشعب الفلسطيني تجاه احتلال العراق وتدميره وقتل وتهجير شعبه ؟ وهل ظهر في يوم من الأيام احد من المسئولين الكبار في السلطة الفلسطينية ومنذ احتلال العراق ولغاية يومنا هذا يندد أو يستنكر أو يشجب احتلال العراق ؟ وهل ظهر في يوم من الأيام أي قائد من قادة جبهات فصائل المقاومة الفلسطينية التي كان يدعمهما البعث ونظامه الوطني لينددوا أو يستنكروا أو يشجبوا الاحتلالين الأمريكي الإيراني للعراق ؟ وهل صدر في يوم من الأيام بلاغا أو بيانا عسكريا ينسب إلى أي جبهة من جبهات القيادة الفلسطينية تنذر ولو بالأعلام فقط بضرب المصالح الأمريكية أو الإيرانية في المنطقة العربية ؟ وهل تم دعم المقاومة العراقية ماديا وإعلاميا وعسكريا أو شعبيا حتى لو كان هذا الدعم لإغراض إعلامية ترفع من معنوية العراقيين ؟ وهل بادر في يوم من الأيام أي قائد من قادة الجبهات الفلسطينية بدعم المقاومة العراقية حتى ولو بدولار واحد كرد فضل وواجب لملايين من الدولارات التي كان النظام الوطني العراقي يمنحها للمقاومة الفلسطينية ؟ وهل بادر أي قائد من قادة الجبهات أو السلطة الفلسطينية بإقامة مهرجان تضامني مع العراق ومقامته الباسلة ؟ .. لم نسمع في يوم من الأيام أن فلسطينيا قد تبرع ولو بالسر ومن خلف الحدود بدينار أو دولار أو ريال أو جنيه أو ليرة أو درهم واحد يدعم بها المقاومة العراقية !! وهل اتخذت السلطة الفلسطينية أو أية جبهة من الجبهات الفلسطينية قرارا بدعم المقاومة العراقية حتى ولو بالسر بصاروخ كاتيوشا أو أي صاروخ من صواريخ القسام ؟ وهل سمعنا في يوم من الأيام ومعنا الأحرار في العالم أحدا من القادة الفلسطينيين يتكلم أو يصرح من على الفضائيات وهو يندد أو يستنكر أو يشجب بالاحتلالين الأمريكي الإيراني ومعترفا بالمقاومة العراقية بأنها المقاومة الشرعية ؟ وهل يستحق هذا الأسد ( العراق ) بأن يكون ورقة ضغط سياسية من خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى بغداد ومنطقة الحكم الذاتي , وهو يعلم علم اليقين بان العراق قد احتل بالاحتلالين ألأمريكي وإلا يراني , ويعلم جيدا بان حكومة الاحتلال الطائفية هي من صنع الإدارات الصفيو أمريكية ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟ ……….. الخ .
وختاما أتمنى من التاريخ أن يوثق ذلك في صفحاته الخالدة وان لا يحكم على كاتب المقال بأنه قد خرج عن الإطار الحقيقي للمبادئ التي يؤمن بها .. وإنما غايته هو التعبير الحقيقي والصادق عن ما في ضميره المجروح بجرح العراق .. ومن الألم الذي عانى ويعاني منه العراق وشعبه جراء المواقف المخزية للأشقاء الذين تجاهلوا المواقف القومية الإنسانية للعراق وشعبه بالرغم من المسيرة الصعبة والكفاح المسلح والنضال الذي قاده البعث وقيادته السياسية تجاه فلسطين ولفترة أكثر من ( 55 ) عاما وأبان ثلاث عهود :
الأول : منذ تأسيس البعث الرسالي وما له من نضال ونضال مستميت لأجل القضية الفلسطينية .
الثاني : ما قدمه البعث من مواقف يشهد لها التاريخ أبان حكمه الوطني .
الثالث : منذ احتلال العراق ولغاية يومنا هذا ونحن نخوض فيه أشرس معركة انفرادية ووحدانية ابتعد عن شعبنا ووطننا الجميع وتركونا لوحدنا قائلين لنا اذهبوا انتم وربكم تقاتلون .
نعم أيها التاريخ المجيد لم يقف معنا إلا الله الواحد الأحد القوي العزيز الجبار المنتصر .. فأحكم أيها التاريخ واشهد لرجال العراق النشامى رجال المقاومة العراقية بأنهم قاتلوا المحتل الأمريكي والفارسي .. والله اكبر وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .
جريدة الثورة : عـــدد كانون الثاني ٢٠١١ ميلادي / مـحـرم ١٤٣٢ هجريه