مريم الشروقي
أنا طائفية حتى النخاع، ووالدتي طائفية أكثر منّي، كما أنّ أهل جزيرة المحرّق طائفيون حتى النّخاع، ونجد بأنّ جزيرة سترة تعج بالطائفية المستعرة، ولكن الطائفية التي نتحدّث عنها ليست الطائفية الدينية وإنّما الوطنية!
هذه الطائفية التي وجدنا عليها شعب البحرين يحمل العلم، ويطالب بالحقوق، ولم نرَ من لم يجتمع على طائفية حب هذا الوطن، ولكن وجدنا الغير يحاول تغيير طائفيتنا إلى ملفّات أخرى لا نعرفها ولا نريد معرفتها.
بكينا على حال البحرين منذ ما يقارب الشهر الآن، ويكفينا هذا البكاء الذي لا يجلب لنا إلا الحزن والهم، ونريد اليوم تعديل الوضع، وصفع من يحاول تحويل الطائفية الوطنية إلى طأفنة مقياسها الدين والمذهب.
لا نستطيع تحويل بيوت الشيعة الموجودين في مناطق السنة حتى يكونوا بعيدين عنّا، وعلى العكس لا نستطيع إبعاد بيوت السنّة إذا كانوا يعيشون في مناطق شيعية، وحتى الشوارع لا نستطيع فصلها على أساس مذهبي، وعليه لابد لنا من التعايش مع بعضنا البعض، إذ إنّنا شعب واحد في جزيرة صغيرة، نحمل الهموم ذاتها، ونتنشّق الهواء نفسه!
يا عجبي عندما يحاول البعض إسكات الآخرين بـ «موعاجبك… اطلع برّع»! ولكأنّ هذه الجزيرة للبعض وليس للجميع.
الشعوب لها حق المطالبة بحقوقها وبشكل حضاري، وما حدث في البحرين أزمة صعبة ولكنها ستزول بالحكمة والحوار الهادئ، وليس هناك حكومة بشعبها تعيش بدون مشكلات أو أزمات، وإلاّ اختل الكون في ميزانه!
دعونا من الطأفنة المذهبية، واجعلونا طائفيين وطنيين يعشقون البحرين، ويريدون الصلاح والإصلاح، ولنبتعد عن تلك الترّهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي مآلها إلى الحضيض.
وأوّل باب من الإصلاح هو الإنصات لجميع الأطراف، فلقد علّمنا التاريخ بأن الإنصات هو سيد أي حلول لأي مأزق يمر بأيٍّ كان وفي كل الظروف والأزمان.
اللهم احفظ وطني، اللهم لا تجعل المخرّبين يقسّمونا، فنحن أمّة واحدة وليست مجموعة أمم، اللهم من أراد بالبحرين كيداً، فارجع كيده في نحره، اللهم لا سهل إلاّ ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل من الحزن إن شئت سهلاً، اللهم آمين. وجمعة مباركة
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3129 – الجمعة 01 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ