هشاشة الضعيف تغري بنهش لحمه
(تحذير لثوار العرب)
في ليبيا، الجرذ قتلت القط، اللهم لا شماتة، يأتي الطغاة ويذهبون . الشعب وحده الباقي .
وكما قال شاعرنا الفذ محمد مهدي الجواهري:
(باقٍ وأعمار الطغاة قصار)
كلهم عملوا على توريث الابن وتلويث الشعب، يصعدون إلى السلطة ببداية موحدة ويتركونه بنهايات متعددة .
نخاف على ثورات الربيع العربي أن تراوح في مكان خطر بين الانتفاضة والثورة وتعتقد أنها آمنة، مثل ذلك الشخص الذي قفز من الطابق الخمسين (50)، وعندما وصل إلى الطابق 25 قال: إلى الآن الأمور جيدة .
الرجعيون قادرون على تحويل ثورة شعب من تحت إلى ثورة قصر من فوق، فهذا هو اختصاصهم عبر التاريخ .
ثورة بلا رأس، وفترة انتقال غير محددة وعدم وجود رؤيا محددة لمستقبل محدد هي الأرض الخصبة للثورة المضادة، أرباب الثورة المضادة ضد الديمقراطية، ومع تجميل النظام القديم وتسويقه للشعب . إنهم يرشون السكر على سمكة النظام السابق ولكن ليس باستطاعتهم تغطية رائحتها النتنة .
تقول دراسة حديثة إن المزاج العام للمصريين حالياً هو الوضع الاقتصادي أولاً والفلتان الأمني ثانياً . هذا ليس مزاج طبقات تستلم السلطة وتقلب الأوضاع رأساً على عقب .
لسنا بصدد استنساخ الثورة الروسية عام 1917 عندما كان هناك زعيم ثوري يمتلك حزباً ثورياً ونظرية ثورية وشعباً قابلاً للثورة، إذ صاغ لينين شعار الثورة الثلاثي: “السلم للجنود – الأرض للفلاحين – السلطة للسوفييت” .
وفي يوم الثورة أعطى أمره التاريخي: (أمس مبكر جداً . غداً متأخر جداً، الآن أو أبداً)، كان ثورة طبقات مسحوقة قلبت الأوضاع رأساً على عقب وحققت أول ثورة اشتراكية في التاريخ .
أين ثورات الربيع العربي من هذا الوضع وتلك الرؤيا .
من حقنا أن نخاف على هذه الانتفاضات والثورات التي تسيرها النوايا الحسنة، فكما يقول المثل: (الطريق إلى جنهم مفروش بالنوايا الحسنة) .
عندما تتعثر الثورات
– هولاكو التتري أحرق مكتبات بغداد لكيلا يجد الأطفال كتباً يقرأونها . هولاكو الأمريكي قتل المواليد لكي لا تجد الكتب أطفالاً يقرأونها .
– المخزون الحربي عام 1985 لو قُسم على سكان العالم لكان نصيب كل إنسان 4 أطنان من الديناميت معلقة فوق رأسه . إنها القبعة المثالية فوق رأس كل فرد التي تحميه من أشعة القمر .
– عندما تتعثر الثورة يأتي العسكر: نابليون والثورة الفرنسية (الدكتاتورية)، هتلر والثورة الألمانية (النازية)، موسوليني والثورة الإيطالية (الفاشية)، ستالين والبيروقراطية (جمهورية الخوف)، الصهيونية والثورات العربية الناقصة (“إسرائيل” الاستعمار العنصري لفلسطين) .
– في مصر: مثقفو الطبقة الوسطى هم قوى التغبير، طبقة العمال والفلاحين هم قوى التغيير، المثقفون بدأوا الثورة وقوى التغيير وقفت تتفرج عليها . العربة تجر الحصان لا العكس، التفرج على التغيير لا يصنع التغيير، ومن يريد كستناء الثورة لمصلحته، عليه أن يحرق أصابعه قليلاً لالتقاطها .
– أثناء الحرب العالمية الثانية أرسل ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وزيره انتوني ايدن إلى تركيا لإقناعها بدخول الحرب إلى جانب الحلفاء، وعندما فشل ايدن في مهمته أرسل برقية لتشرشل بسأله فيها: إن التركي (ديك الحبش) متردد في دخول الحرب فماذا أقول له؟
أجابه تشرشل الساخر: قل للتركي أن عيد الكريسماس على الطريق .
نصيحة لكل دكتاتور لايزال يجلس على كرسي كسرت قوائمه الثلاثة: نصر الشعوب آتٍ: ارحل .
الخليج الإماراتية:الثلاثاء ,25/10/2011