حسن المدحوب
أحدث الإحصاءات الرسمية التي بثتها وزارة العمل قبل أيام، تشير إلى أن العدد الإجمالي للعاطلين البحرينيين يبلغ 7414 عاطلاً، منهم 1046 من الذكور و6368 من الإناث.
تفاصيل الإحصاءات الرسمية التي توثق أعداد العاطلين البحرينيين حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2014، تظهر أن أكثرية العاطلين البحرينيين هم من الجامعيين، والذين بلغ عددهم 3396 عاطلاً، في حين بلغ عدد العاطلين من حملة الدبلوم 1283 عاطلاً، بينما بلغ عدد العاطلين من حملة الشهادة الثانوية وما دونها 2735 مواطناً.
وزارة العمل وفي تصريح لها قبل أيام أيضاً، تحدثت عن القائمة الشهيرة للجامعيين العاطلين المعروفة بـ «قائمة 1912»، وقالت إنها استطاعت توظيف 1319 فرداً من القائمة بالقطاعين العام والخاص وبتوجيه ومتابعة من مجلس الوزراء، أي ما نسبته 70 في المئة من العدد الإجمالي الوارد بالقائمة، هذا إضافةً إلى استبعاد أعداد منهم وعلى فترات مختلفة لأسباب عديدة، منها توجههم إلى العمل الحر، أو بسبب ظروفهم الاجتماعية الخاصة، أو بسبب الاعتذار عن قبول فرص العمل المعروضة في القطاع الخاص أو أية أسباب أخرى.
وعليه فإن العدد المتبقي حالياً تحت المتابعة – وفقاً لوزارة العمل- هو 124 متدرباً فقط، وجميعهن من الإناث عدا متدرب واحد من الذكور.
من المحزن حقاً، في بلد خليجي نفطي كالبحرين، أن يكون قرابة نصف عاطليه هم من حملة الشهادات الجامعية، والمحزن أكثر من ذلك أن يتم الإعلان عن أن قائمة مضى على عاطليها الجامعيين قرابة ثمان سنوات، لم يتم الانتهاء من توظيفها بالكامل.
تساءلنا مراراً: لماذا لم تقم الحكومة بتحمل دورها الوطني في توظيف العاطلين وخصوصاً الجامعيين منهم، ولكننا هذه المرة، نسأل سؤالاً مختلفاً، وهو لماذا أصبح الجامعيون هم أكثرية العاطلين في البحرين؟
الحكومة على مر السنوات الماضية كانت تعيش بحبوحة اقتصادية تدعمها أسعار النفط المرتفعة، ولكن الواقع على مر السنوات الماضية محبطٌ لكل الجامعيين العاطلين، خصوصاً إذا علمنا أن آخر الإحصاءات الرسمية المعلن عنها تشير إلى أن 67 في المئة من موظّفي الحكومة من حملة مؤهلات أدنى من الشهادة الجامعية، وهذا الأمر بلا شك يحتاج إلى وقفة تأمل وحديث صريح عن سياسات التوظيف في القطاع الحكومي، والتي يقودها ديوان الخدمة المدنية. فإذا كان هذا هو حال الجامعيين في سنوات الرخاء، فكيف هو حالهم في سنوات القحط والتقشف؟
أما بالنسبة إلى وزارة العمل، فقد أثبتت أنها عاجزة عن توظيف جامعيين عاطلين يكتوون في نار البطالة منذ ثمان سنوات وحتى الآن، أما الحديث عن توظيف 1319 جامعياً فقط من قائمة تضم 1912 خلال ثمان سنوات، فليس مدعاةً للفخر بقدر ما هو دليلٌ واضحٌ على عجز سياساتها في توظيف هؤلاء العاطلين، وكان أحرى بالوزارة أن تعلن أنها فشلت في توظيف هؤلاء.
الآن البحرين تملك أكثر من 3300 عاطل جامعي، فهل سيكون قدر هؤلاء أن ينتظروا أيضاً ثمانية أعوام أخرى من أجل أن تطل علينا وزارة العمل بعدها لتقول أنها نجحت في توظيف نصفهم؟
ارحموا الناس وضعوا أنفسكم وأبناءكم مكان هؤلاء العاطلين الجامعيين، لتدركوا حجم معاناتهم!