أقامت مهرجاناً خطابياً حاشداً مساء أمس في دوار اللؤلؤة
المعارضة تؤكد وحدتها وتدعو المواطنين لإسقاط «الورقة الطائفية»
دوار اللؤلؤة – حسن المدحوب
أكدت قوى المعارضة من جمعيات وحركات سياسية ومؤسسات المجتمع المدني وحدتها وتماسكها، رافضة أي حديث عن وجود خلافات جوهرية بينها. وشدد قيادات وممثلو الجمعيات السياسية (وعد، الوفاق، المنبر التقدمي، العمل الإسلامي، الإخاء، التجمع القومي، التجمع الوطني)، بالإضافة إلى حركتي «حق» و«الوفاء»، وعدد من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني على الوحدة الوطنية وإسقاط ورقة الطائفية التي «يراهن عليها من لا يريد لهذا الشعب الحرية والكرامة»، كما ذكروا.
ومن جهته قال الأمين العام لجمعية وعد إبراهيم شريف «نقول لكل شعبنا انتم مناضلون، وأقول للسلطة: في هذا البلد خير كثير لو عدلوا، خرجتم لتعلوا كرامتكم وعزتكم».
وأضاف «ما هو مطلوب منا الآن هو الدخول في متاهة، ونفق مظلم لا نعرف نهايته، ونحن قلنا نريد تحييد الإعلام، فمن غير المقبول أن يظل تلفزيون البحرين يتجنى على شريحة كبيرة من الشعب، ويتصرف وكأنه جهاز أمن دولة».
واردف «اشترطنا ان لا حوار من دون خروج كامل المعتقلين، ففي كل هذه القضايا كان التعذيب هو الوسيلة التي أنتجت الاعترافات، لذلك نعتقد أنهم أبرياء».
وتابع «يمكننا أن نتحدث من الآن إلى الصبح لماذا يريد هذا الشعب إسقاط الحكومة، أيضا طالبنا بحماية المعتصمين وضمان حقهم في التظاهر والاعتصام».
وواصل «قلنا لهم إن هناك أربعة مبادئ مهمة وليست شروطاً، برلمان كامل الصلاحيات ينفرد بالتشريع والرقابة، وحكومة منتخبة، ووجود دستور جديد تضعه لجنة تأسيسية، وحتى لا تتكرر مهزلة 2002 طالبنا بضمانات دولية، فقالوا لنا صعبتم الأمر علينا، فقلنا لهم هذه مبادئ لا يمكن التنازل عنها، كل (حكومات) الدول عليها تقديم التنازلات وإلا سيكنسها التاريخ».
أما الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان فقال «نحتاج إلى الصبر، يراهنون على أن نتعب ونختلف، وليس لنا إلا أن نمتلك نفسا طويلا ونتوحد لنسترد حقوقنا».
وتابع «أوصيكم أن تفتحوا عقولكم وقلوبكم على بعضكم بعضاً، وتتحملوا اختلاف وجهات النظر التي من الطبيعي أن تتباين مع وجود هذه الحشود، تذكروا دماء الشهداء وتطلعاتكم وستنسون اختلافاتكم».
وأوضح سلمان أن «هناك تحديات عدة تواجه استمرار الزخم الشعبي من خلال المسيرات الشعبية والتمسك بهذا المكان، ابرزوا المظاهر الحضارية فيه، العالم يرصدكم، وكلما كنا حضاريين حظينا بتعاطف واحترام العالم، وحافظوا على الوحدة الوطنية وضعوا حب البحرين نصب أعينكم».
وتابع «عندما ينطلق شعار (لا سنية ولا شيعية)، ينبغي أن يكون هذا الشعار منطلقا من داخلكم، البحرين وطن السنة والشيعة، وقد سقط خيار القوة عبر سلميتكم التي هي الأولى في العالم في فرادة ودرجة سلميتها، والآن التحدي الآخر هو الورقة الطائفية، لذلك علينا أن نواجه البغض بالمودة والمحبة وتردوا الإساءة بالإحسان».
وختم بالقول «علينا أن نسقط الطائفية، بالمودة والحب، حتى لو اعتدى عليّ أخي، فلابد لي أن أسامحه، وعلينا تجنب الاصطدام في كل مكان في الشارع والمدارس، وحاذروا من الطائفية، وبهذه الروح سنرسل هذه الرسالة لكي ننتصر».
ومن جهته ذكر الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي أنه «لولا هذه الدماء التي سالت لما وقفنا هنا وقفة عز، هذه الدماء التي سالت لم تسل من اجل حزب او طائفة، وإنما سالت من اجل شعب البحرين كله، وجسدت كل وحدته وكرامته وكلمته الأكيدة في تغيير هذا الوضع السياسي والاقتصادي المزري».
واردف «إذا أردنا أن نحافظ على هذه الدماء هي الوحدة .. الوحدة .. الوحدة، وعلى قوى المعارضة ألا تفقد البوصلة، نحن اليوم نعيش وضعاً خاصاً بتعدد الطوائف فيها، والدرس البليغ الذي سنقدمه للعالم هو كيف سننتصر مع المحافظة على الوحدة الوطنية، هم يراهنون على تفتت المعارضة والشعب، ولكن نحن لهم بالمرصاد».
أما القيادي في حركة «تيار الوفاء» عبدالوهاب حسين فقال «الشكر بعد الله هو لكم لما تحليتم به من الطهارة والوفاء، وببركة دماء الشهداء الأطهار، وتضحياتكم الصادقة نجحتم في توحيد قيادات قوى المعارضة، فهم اليوم يتواصلون وينسقون العمل ويتعاونون فيما بينهم».
وأضاف «أصبحت مساحة التوافق كبيرة جدا بين قوى المعارضة، ولم يعد الاختلاف إلا في نقطة واحدة تتعلق بسقف المطالب، وخيارنا الذي نتبناه في تحالفنا الثلاثي يصب تكتيكياً لصالح خيار الملكية الدستورية».
ومن جهته قدم الامين العام لجمعية الإخاء موسى النصار تحيته لتضحيات الشعب، وقال في مداخلته «البحرين زاخرة بالقيادات الوطنية، وفي هذه الانتفاضة الشعبية، نرى أن الشعب هو الذي يقود القيادات الوطنية، وهذا يدل على علو الوعي الوطني للمواطنين».
وتابع «هذا الشعب الأصيل ومنذ سنوات طويلة يقدم تضحيات تلو أخرى، ورغم العنف المفرط الذي استخدم وتهييج الفتنة الطائفية فإن هذا الشعب اثبت كم هو عظيم بسلميته، فاستمروا في سلميتكم أمام العالم».
واكمل «ما يجب أن نؤكد عليه في هذه المرحلة هو الإبداع والابتكار، وتوظيف التكنولوجيا عبر وسائل الاتصال والابتعاد عن كل ما يسيء إلى الحركة السلمية مع الحذر من المندسين، وتكريس الوحدة الوطنية أمام كل المواطنين، فمطالبنا قضية وطن وهي للسنة والشيعة جميعا».
وفي المهرجان الخطابي أيضا، قال الأمين العام لجمعية التجمع الوطني فاضل عباس «نحن هنا لنقول لكم نحن معكم لرفض التجنيس السياسي، ولذلك كما أسقطتم الخيار الأمني ستسقطون الفتنة الطائفية».
وأضاف «انتم من يحدد مطالبكم ولا احد يستطيع أن يفرض عليكم اي شيء، وحتى تلفزيون البحرين لا يستطيع ان يشوه حضاريتكم وسلميتكم».
بعد ذلك، تحدث الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن، قائلا «دعوني أولاً أحيّي شهداء هذا الوطن الذين جعلوا من هذا الدوار منارة للحرية والكرامة، كما احيي جميع شهداء شعبنا خلال عقود الذين بذلوا دماءهم من اجل محاربة الفساد، خاصة ونحن نمر بذكرى انتفاضة مارس/ آذار 1965».
وأردف «كما احيي المناضل احمد الشملان الذي يؤكد بحضوره الرمزي امتداد حركة النضال الوطني، كما احيي المناضل عبدالرحمن النعيمي، والمناضل مجيد مرهون، والمناضل احمد الذوادي، والمناضل عبدالجليل الحوري».
وتابع «نحن على ثقة أن إرادة هذا الشعب لابد لها أن تنتصر، العالم يتغير من حولنا، ولم يعد بإمكان أنظمة الفساد أن تستمر في دورها».
وأكمل «نؤكد على وحدتنا الوطنية، فهذا التحرك يخص كل فئات البحرين، وهو تحرك لا يخص طائفة واحدة، ونؤكد على البعد الوطني لنضال هذا الشعب، لنفشل المخطط الطائفي».
أما الأمين العام لحركة حق حسن مشيمع فقال: «بفضل جهودكم وصبركم وعزيمتكم سننتصر بإذن الله، وبوعيكم جميعا سنبطل كل محاولات الفتنة الطائفية واستغلال التجنيس من اجل زرع هذه الفتنة، وأقول لكم مطمئنا بشأن وحدة المعارضة: تصرفات النظام ستوحدنا جميعا، وإذا اخترتم موقفا واحدا وشعارا واحدا، فنحن معكم وهذا عهد الشعوب وانتصارها».
وأردف «لقد حاولوا مرارا أن يجرونا إلى الفتنة والى المواجهة، لكننا من خلال وعينا وحبنا للوطن سنعمل جميعا لبناء البلد، وخلق الوعي وتحقيق النصر».
ومن جانبه قال المحامي حسن رضي «الديمقراطية التي نريدها، هي الديمقراطية التي تؤكد حكم الشعب للشعب، ويجب أن نعي ماذا نريد، لا نريد جمهوريات دكتاتورية، نريد مملكة دستورية، ولا فائدة من أنصاف الحلول».
وأضاف مخاطبا الجمهور «أريدكم أن توصوا قياداتكم لأن يكونوا يداً واحدة، ويتكاتفوا ولا يكون بينهم أي نوع من الخلاف، وكونوا كما قال الإمام علي (ع): لا تكونوا سبابين بل اذكروا معايبهم، فذلك أبلغ للحجة».
وقال الأمين العام للاتحاد العمالي سلمان المحفوظ «أقف هنا محييا لهذا الجمع الكريم، وكل المناضلين من هذا البلد الكريم، ليوصل رسالة للكل إننا هنا من اجل البحرين».
وأضاف «في هذه اللحظة التاريخية من تاريخ وطننا العزيز تجدون الاتحاد العمالي معكم في هذا النضال، ويتحرك ويدور حيثما تتحركون، نقول نحن نريد دولة مدنية تكرم الإنسان وتحترمه، وإذا كانت قوّتهم في الرصاص والدبابات فنحن قوتنا في صمودكم وسلميتكم».
وأردف «الاتحاد العام لعمال البحرين لن يساوم على مطالب الشعب، والنصر لكم ونحن معكم».
أما ممثل جمعية العمل الإسلامي فهمي عبدالصاحب فقال في كلمة مقتضبة «انتم من صنعتم مجد الشهداء، ونحن معكم ومع مطالبكم»