أعمال البلطجة تتواصل والمواطنون يلوذون بمنازلهم طلباً للسلامة
الوسط – محرر الشئون المحلية
لاتزال بعض شوارع مملكة البحرين تنتشر فيها مجموعات مسلحة بلباس مدني، وتروع الآمنين وتستوقف من تشاء منهم لتوجيه الشتائم والكلمات النابية وربما تصل إلى حد الاعتداء بالضرب المبرح، فضلاً عن منع البعض من عدم السماح له بالمرور إلا بعد سؤاله عن وجهته ومقر سكنه وتعريضه للتفتيش. وقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية في اجتماع الجمعيات السبع مساء الخميس (17 مارس/ آذار 2011) بمقر الجمعية في منطقة الزنج بعد عرض فيلم يبين ما يتعرض له المواطنون العزل، إنه «لا توجد أعمال لميلشيات مسلحة مدنية، فهي عناصر أمنية تتخفى بزي مدني لتؤدي غرضاً محدداً كلفت به».
وكان حديث سلمان جاء عقب ظهور سيارة رانج روفر سوداء يقودها أحد المدنيين المسلحين يسلم سلاحاً (فرد) لأحد من قادوا عملية الهجوم على طلبة جامعة البحرين الأحد (14 مارس 2011).
وقد شهدت البلاد خلال الأيام الماضية أحداثاً مؤسفة انتشرت فيها على نحو مقلق تجمُّعات لمدنيين يحملون الأخشاب وأسلحة بيضاء وأدوات حادة، وقد شوهد تواجد لمدنيين بالقرب من عناصر أمنية تتمركز عند منافذ بعض المناطق، ويتمركز العشرات من المدنيين يحملون في أيديهم أخشاباً إلى جانب عناصر أمنية. ويحرص المواطنون على قضاء مشاويرهم في الفترة الصباحية، في حين يلتزم غالبية المواطنين بالاعتصام في البيوت نظراً لتردي الوضع الأمني وانتشار مجموعات مسلحة يعتقد أنها تنتمي للأجهزة الأمنية.
وتزداد مخاوف الأهالي من تزايد حالات المفقودين، فقد أكد نائب الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي خلال المؤتمر الصحافي للجمعيات السبع مساء الخميس (17 مارس/ 2011) أن «إجمالي عدد المفقودين على مدى اليومين الماضيين بلغ 85 مفقوداً، تبين وجود 20 منهم، وبقي 65 منهم غير معروفي المصير»، مبدياً اعتقاده أن «هؤلاء تم اعتقالهم في الطرقات أو المستشفيات عندما كانوا يقومون بنقل الجرحى»، ومشدداً على أن «هذه قائمة أولية، لكن لا نعرف عدد الذين تم اختطافهم وبعضهم من الجرحى».
وكان عدد من أهالي عالي قد اشتكوا من سيارات بعضها لا تحمل لوحات أرقام يقودها مجهولون دأبوا قبل أيام على قيادة سياراتهم بسرعات جنونية وسط الأحياء السكنية، وإطلاق طلقات بواسطة مسدسات صغيرة يحملونها إلا أن هذه الأعمال توقفت حالياً.
وكان المواطنون قد طلبوا من السلطات الأمنية توفير الحماية في المنطقة من هذه الأعمال الطائشة التي ترعب الأهالي وتبث الرعب في نفوسهم.
والبلطجية أو البلطجة هو نوع من التنمُّر يفرض فيها البعضُ الرأي بالقوَّة والسيطرة على الآخرين، وإرهابهم والتنكيل بهم. وهي لفظ دارج يعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: «بلطة» و»جي»؛ أي حامل البلطة، و»البلطة» كما هو معروف أداة للقطع والذبح. وقد راج استخدام لفظ «البلطجة» أثناء ثورة 25 يناير/ كانون الثاني المصرية ضد نظام حسني مبارك عندما حصلت أعمال سلب ونهب ألقيت تبعتها على مجاميع من البلطجية. ظهور البلطجية على مسرح الأحداث في الثورة المصرية أساء إلى صورة الحزب الحاكم ووصمه بعار تشويه النضال السلمي لشباب مصر الذين رفعوا شعار التغيير.
ويرتبط عمل البلطجة بأجهزة رسمية، من أجل القيام بأعمال شغب ضد المتظاهرين والمعارضة في الساحات العامة وحتى داخل الجامعات مقابل مبالغ مالية.
مسلحون يهاجمون منزل عائلة في الرفاع
هاجمت مجموعة مسلحة مساء أمس الأول الجمعة (18 مارس/ آذار 2011) أسرة بحرينية بمنطقة الرفاع وكسروا نوافذ السيارة.
وقال رب الأسرة لـ «الوسط»: «إن مجموعة مسلحة تقدر بنحو 50 شخصاً يحملون السكاكين والخناجر وأسلحة نارية طرقوا الباب في محاولة لاقتحام المنزل بحجة أن هناك مجموعة من المتظاهرين مختبئين داخل المنزل»، ولفت إلى أنه أكد لهم عدم وجود أي شخص في الداخل سوى عائلته، وعمدت إلى إدخال أحدهم إلى داخل المنزل للتأكد من خلوه من المتظاهرين كما يدّعون».
وذكر أن عدداً منهم قام بتكسير نوافذ السيارة وعمد البعض إلى إلقاء الحجارة على المنزل، وأضاف أن مجموعة أخرى عاودت الرجوع إلى المنزل في وقت آخر وتلقيت تهديداً بالقتل وحرق المنزل إذا لم أخرج من المنزل.
وتحدث عن أنه يقطن في منطقة الرفاع الشرقي منذ نحو ثلاثين سنة في بيت إسكان ولا توجد أي مشاكل منذ تلك الفترة، وقال: «إننا الآن معرضون للخطر في أي وقت ولا يوجد أمان في هذه الفترة ونحن خائفون من هذه المجموعة المسلحة على سلامة العائلة»