تغطية : مكي حسن
بدأ الآلاف من المواطنين المحتشدين في دوار اللؤلؤة وغيرهم القادمون من مناطق أخرى بالتوجه غربا عبر الشارع الذي يمر بمحاذاة مجمع الدانة مرورا بمركز البحرين الدولي للمعارض وصولا الى "مجمع جيان" وذلك بالثانية عصر أمس.
وكان مشهد توجه هذه الألوف من الشباب والشابات والرجال والنساء في أوج النهار مشيا على الأقدام وليس في سياراتهم، وقد طغى الحماس عليهم فرادى وزرافات، البعض بلباسه العادي والبعض توشح بعلم البحرين (الأحمر والأبيض) طولا وعرضا، فيما حمل آخرون هذا العلم تعبيرا عن الحب والولاء للوطن، كان مشهد التوجه وسرعته، أوصل التجمع والاحتشاد بآلاف، تجد سلسلة بشرية لا نهاية لها
تخلل المسيرة الطويلة ترديد رفع الأيادي الى السماء والدعاء الى الله سبحانه بتمجيد وتكريم القتلى لكونهم بذلوا دماءهم رخيصة في حب الوطن.. مرددين "اننا شعب واحد من الزلاق الى المحرق.. ومن دمستان الى سترة.. ولا سنية ولا شيعية".
كان مشهد المسيرة، وهي تسير من جيان باتجاه الشمال الى الشارع العام للتوجه شرقا مرورا بمبنى بيت التجار وهيئة سوق العمل، واستمرت شرقا الى دوار اللؤلؤة حيث كان عدد كبير في انتظارهم، وحين اقترب من كانوا في المسيرة من الدوار، طلب ممن كانوا داخل الدوار، إفساح المجال لمرورهم، وخاطبهم الشاب الذي كان ماسكا الميكرفون، وواقفا على المنصة بداخل الدوار "إفسحوا.. يفسح الله لكم.. فالزحف قادم" حيث قاربت الساعة الرابعة و20 دقيقة أي أن المسيرة أخذت ساعة و20 دقيقة لقطع مسافة لا تزيد على 5 كيلومترات.
ولربما يتساءل القارئ، كم بلغ عدد المحتشدين والمشاركين في المسيرة عصر أمس التي بدأت من مجمع جيان الى دوار اللؤلؤة؟.. والجواب بكل بساطة، أنه ليصعب إعطاء رقم حقيقي لكني أستطيع القول أنه عدد كبير جدا وهائل جدا حيث تقاطر على المسيرة أناس من كل الجهات ومن كل المنافذ.
* زاد عدد الخيم الكبيرة والصغيرة وبألوان الازرق والبيج والأخضر والزيتي، والأحاديث فيها بين الجالسين أشبه بحلقات نقاش، منهم من يناقش الـ 100 دينار، ومنهم من يطرح أهمية التبرع لديمومة الانتفاضة، كما ان بعض النساء يتساءلن عن الباصات التي تقوم بنقل وجلب النساء الى الدوار؟ وفي خيمة أخرى، سمعنا حوارا حول العودة الى العمل والمدرسة.
* مررنا باحدى الخيم وسمعنا حوارا ساخنا حول جدوى الحوار حيث هناك طرحان، الأول مؤيد للحوار، والثاني رافض للحوار، وتساءل ما جدوى الحوار بعد القتل؟
* بعض الخيم فارغة من البشر ماعدا البطانيات الملقاة بداخلها، وأعلام البحرين ترفرف عليها.
* كما كان مشهد أناس جالسين حيث تراوحت الساعة 12 ظهرا، جلسوا في الشمس فيما بدأ آخرون بالصلاة، وبدأ بعدها توزيع الغذاء المجاني.
* كشف لنا شاب من المنظمين هناك أن سبب تناقص عدد المعتصمين صباح امس هو ذهابهم لتشييع جنازة المالكية، وهو الشاب (عبدالرضا) الذي توفي سريريا من جراء طلقة في الرأس.
* التقينا مع صحافي ياباني، وأجبنا له على بعض من استفساراته حيث كان بحاجة الى من يترجم له باللغة الإنجليزية، هذا من جانب، ومحايد في نقل المعلومة من جهة أخرى.
* قمنا بزيارة لـ "خيمة الإعلاميين الأجانب" ووجدنا عددا منهم منشغلا بالكتابة على الكمبيوتر بإرسال التغطيات التي عملها.
وعلمنا من مصادر مقربة ان القوى الوطنية (8 جمعيات سياسية) تجري حوارا في مقر جمعية "وعد" حول تصوراتها للحوار تحت قيادة سمو ولي العهد، والتحولات المقبلة من تاريخ البحرين التي يجب ان تكون عليها، بالاضافة الى معالجة الوضع الاقتصادي والمساواة بين المواطنين جميعا بغض النظر عن اصولهم او مذاهبهم، وما هي آلية الحوار، كما علمنا ان الاطراف التي تتناقش فيما بينها يهمها ايضا ان تتحاور مع السلطة بوجود من يمثل القطاع الشبابي الذي احدث وقاد الانتفاضة في البحرين في 14 فبراير الجاري
جماهير غفيرة تشيع جثمان بوحميد بالمالكية
شيعت الجماهير الغفيرة التي احتشدت بالقرب من دوار 13 بمدينة حمد جثة الشهيد عبدالرضا محمد حسن بوحميد البالغ من العمر (32 سنة) الى مثواه الأخير في المالكية صباح أمس.
وكان الشهيد قد أصيب بطلق ناري خلال مسيرة تشييع جثة الشهيد علي مشيمع يوم الجمعة الماضي، واعتبر ميت سريريا رغم نقله الى العناية القصوى وذلك لفداحة الطلقة التي أصيب بها في الرأس