سوسن دهنيم
بعد محاولات متعددة من أحدهم واتصالات متواصلة ويومية، قرر فريقٌ طبيٌّ، مكونٌ من استشاري جراحة المخ والأعصاب طه الدرازي، واستشاري الأذن والأنف والحنجرة نبيل تمام، واستشاري جراحة الفك والأسنان عارف رجب، الذهاب إلى أرض الصمود والعزة، إلى غزة؛ ليطببوا جراحها بما أوتوا من علمٍ وموهبةٍ طبية.
نبيل تمام بدأ الرحلة إلى القاهرة للحصول على تصريحٍ للدخول إلى الأراضي الجريحة، وضمن محاولاته المتكررة وهو في القاهرة، اتصل بالسفارة البحرينية ليحصل على التصريح المطلوب له ولزملائه ممن يودون الإلتحاق به، وذهب إلى مقر السفارة لينتظر لساعات موعداً لمقابلة السفير البحريني من غير جدوى إلى أن طلب منه كتابة رسالة بطلبه ففعل.
وفي الوقت الذي كان فيه تمّام يحاول الحصول على التصاريح اللازمة، كان الطبيبان الدرازي ورجب قد قررا السفر في اليوم التالي إلى القاهرة؛ لئلا تفوتهما رحلة القافلة الطبية المصرية المتجهة إلى غزة صباح الجمعة، قبل إعلان الهدنة بين حماس والعدو، وبالفعل غادرا أرض البحرين مساء الجمعة والتحقا وتمّام بالقافلة قبل الحصول على تصريح ٍأو دعمٍ، ولو معنوي من السفارة البحرينية هناك.
لم يكن الأمر جديداً على الكوادر الطبية البحرينية؛ إذ سبق وأن ذهبوا في رحلات إبّان العدوان على غزة في العام 2008-2009؛ فقد شارك كل من الطبيبين علي العكري ونبيل تمّام أثناء فترة القصف في إنقاذ الجرحى وعلاجهم، بينما التحقت بالوفود التضامنية كوادر أخرى كالطبيب طه الدرازي، ورئيسة جمعية البحرين للتمريض رولا الصفار وغيرهما.
الزيارة هذه المرة جاءت في ظروف استثنائية يعيشها الطاقم الطبي ضمن ما يعيشه أهالي البحرين جميعاً؛ إذ جاءت في اليوم الذي حكم فيه تمّام بالسجن ثلاثة أشهر بتهمة التجمهر، بينما يقبع العكري في السجن للتهمة ذاتها مع عدد من زملائه الأطباء والممرضين والمسعفين.
جاءت الزيارة إلى غزة؛ ليتبين للرأي العام المحلي قبل العالمي بطلان تهمة التمييز في العلاج التي اتهم بها الطاقم الطبي البحريني بالرغم من تبرئتهم قضائياً منها.
وجاءت الزيارة ليؤكد بها الطاقم لأهل غزة أنهم مستعدون في أي وقت، وتحت أي ظرف لنصرتهم وتطبيب جراحهم.
إن الاستقبال الذي حظي به الطاقم الطبي، بدءاً من منطقة الحدود الفلسطينية حتى دخولها، والاحتفاء الذي حظي به الوفد من قبل أبناء الشعب البحريني والمتضامنين مع الأراضي المحتلة في كل الدول ممن عرفوا بسفرهم، يجعلنا نتساءل: أين الصوت الرسمي والإعلام الرسمي والصحافة المحلية باستثناء صحيفة «الوسط» من تغطية هذه السفرة التضامنية التي رفعت علم البحرين في أراضي غزة من جديد، وأوصلت صوت المتضامنين من أهالي البحرين الحبيبة لأهالي فلسطين الجريحة؟!