تماثلت استشارية العناية المركزة نهاد الشيراوي الى الشفاء بعد تعرضها الى نكسة صحية تتطلب دخولها المستشفى يومين.
والشيراوي كانت من الكوادر الطبية التي اعتقلت في نهاية مارس / آذار 2011، وقضت نحو شهرين في الاحتجاز، وهي لاتزال ضمن مجموعة الأطباء المتهمين بجنح، وعددهم 28 كادراً طبياً، الذين ينتظرون جلسة محاكمة أخرى ستنعقد في المحكمة الجنائية الصغرى في 12 ديسمبر / كانون الأول 2011.
ويوم أمس شهدت خدمة التواصل الاجتماعي حملة تضامنية واسعة مع الشيراوي تحت «هاش تاج» ThnQDrShirawi ، باعتبارها واحدة من أفضل الكفاءات الطبية التي توجد في البحرين حالياً، مؤكدين أن تميزها في مجال عملها وتخصصها يشهد به كل الطاقم الطبي في البلاد بلا استثناء.
وعدّ الأطباء في تصريحات لـ «الوسط» الشيراوي نموذجاً علمياً في مجالها يفتخر به كل البحرينيين، ذاكرين أن سنوات عطائها الطبي الذي فاق الـ 16 عاماً صب كله في خدمة البحرين وأهلها من دون تمييز بينهم، بل كان عطاء من اجل الوطن وكل البحرينيين.
وذكروا أن تميزها الأكاديمي كان لافتا منذ أن كانت في المرحلة الثانوية، إذ برزت من أوائل المتفوقات على مستوى البحرين، ليذهب بها هذا التخصص إلى دراسة الطب الذي تبوأت فيه كفاءة واقتداراً لازماها طيلة سنوات مشوارها المهني الطبي.
واعتبر أصدقاء الشيراوي أنها «أفضل استشاري في تخصص العناية القصوى في البحرين»، مدللين في ذلك «على عطائها وتفانيها في العمل الذي لطالما كانت المبدعة والمتفانية فيه»، بحسبهم.
فمن جانبه قال الطبيب نبيل تمام «الاستشارية ناهد الشيراوي كانت من الأوائل على البحرين عندما كانت في المرحلة الثانوية العامة، كما كانت من الطالبات المتفوقات في دراسة الطب، وجميع زملائها في العناية القصوى في مجمع السلمانية الطبي يشهدون على ذلك، من دون أدنى تردد».
وأضاف «عرفتها قبل سنتين، بعد أن انتقلت من المستشفى العسكري إلى السلمانية، وقد كانت طوال تلك الفترة التي زاملتها فيها من خيرة الأطباء، وكان الجميع يشهد بكفاءتها المهنية والطبية، وكانت خير مثالٍ للاستشاري الذي يتقن تخصصه الطبي ويتفانى في عمله من اجل المواطنين جميعا».
وأردف «عندما أقول إنها كفاءة طبية، فأنا أعني الكلمة بكل تفاصيلها المهنية، فاقتدارها وتفوقها لم يكمن فقط في كونها استشارية العناية القصوى، بل من جهة كونها كانت مدرباً ناجحاً وخبيراً متمكناً في تدريب الطلبة في مجالها الطبي، وقد شمل هذا التدريب المئات من المتمرنين في هذا التخصص».
وتابع «عرفت أيضاً أنها كانت تشارك في ورش العمل الطبية في مجال تخصصها والقريبة منها، وكانت تواظب على حضور ورش العمل التي استفادت منها وإفادتها طبياً بشكلٍ مستمر عكس إلحاحها الدؤوب في تحقيق اكبر قدر من المهنية والرقي بواقع العمل الطبي في البحرين».
وواصل «ما أستطيع قوله إنني كطبيب فخور بناهد الشيراوي، بعملها ومهنيتها وكفاءتها واقتدارها، واجزم بأن البحرينيين فخورون بها كذلك، فهي برأيي تعد أفضل استشاري في تخصص العناية القصوى في البحرين مهنيا وطبيا».
من جهته، قال الطبيب علي العكري «يشهد القاصي والداني على سمو ونبل وإنسانية الدكتورة نهاد الشيراوي، فلم يعرفها الأطباء إلا نموذجا يحتذى في المثابرة والجد والاجتهاد والمثابرة والإصرار على التميز في مجال التخصص الذي حملته، بعد أن أثبتت أنها كفاءة بحرينية عز نظيرها في البحرين».
وذكر «يعجز الإنسان أن يوفي الشيراوي حقها طبيا ومهنيا، فلو سألت أي طبيب عمل معها في مجمع السلمانية، فلن تجد منه إلا القول الطيب والمدح الذي يطول ثم القول إننا لم نوفها حقها إلى الآن».
وأردف «كانت قمة الأخلاق والتميز الطبي والتفاني في أداء واجبها المهني الذي استمرت في تقديمه للمواطنين والمقيمين جميعا من دون تمييز أو تردد».
وواصل «عرف عنها عنايتها الفائقة بكل مرضاها في العناية المركزة، وقد أظهرت في مختلف سنوات عملها تفانيا منقطع النظير في أداء رسالتها الطبية لكل البحرينيين، فقد كان اهتمامها البالغ بمرضاها إحدى الخصال التي لم يكن احد يستطيع أن يجاريها فيها مطلقاً».
وأكمل «أظهرت الشيراوي عنايتها بمرضاها دون الأخذ في الاعتبار لطائفتهم أو عرقهم أو حتى جنسيتهم، كانت تؤدي رسالتها الطبية دون أن تجعل أي عوامل أخرى تؤثر على ذلك، وقد ظلت مؤمنة برسالتها الطبية التي تؤكد أن الطبابة مهنة إنسانية يستحق أن ينالها كل من يحتاجها ويعوزها».
وأضاف «لم تستطع الشيراوي إلا أن تحافظ على إنسانيتها، وإنسانية مهنتها، في جميع الظروف والمراحل التي مرت بها، تميزت فاحترمها الجميع، زملاؤها ومرضاها، وكل من عمل معها أو عايشها عن قرب».
وأشار العكري إلى انه شاهد أهل البحرين بمختلف تلاوينهم وتوجهاتهم يشاركون بكثافة في حملة إعلامية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هدفها تقديم الشكر للشيراوي على كفاءتها الطبية وسمو أخلاقها وتمسكها بمهنيتها في أصعب الأوقات واحلكها.
ووصف الحملة الإعلامية للشيراوي بالملفتة، وقال العكري: «شاركت كالعشرات غيري في الحملة الداعمة لها، وكان الجميع يثني على مهنيتها وكفاءتها الطبية، ودورها الإنساني».
وختم بالقول «كلمتي لها أن تظل ثابتة على مبادئها المهنية، فهي صاحبة رسالة وقضية عادلة، وأقول لها بكل ثقة أنت ورسالتك التي حملتها تسكنين قلوب البحرينيين، وفعلاً أنت تستحقين كل الثناء والخير».
وأٌطلقت أمس الجمعة 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حملة داعمة للاستشارية ناهد الشيراوي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» شارك فيها العشرات من الأطباء والبحرينيين ورموز مؤسسات المجتمع المدني، اثنوا جميعهم خلالها على كفاءتها المهنية والطبية.
وأشارت اغلب المداخلات إلى أن نهاد الشيراوي «أصبحت اسماً وطنياً سيخلده تاريخ البحرين بعطائها وتميزها واقتدارها»، وأنها «مفخرة لكل مواطن بحريني بعد أن أثبتت كفاءتها واقتدارها وعطاءها المهني الطبي».
يشار إلى أن نهاد الشيراوي استشارية في العناية المركزة، واستشارية في أمراض التنفس والربو، وأستاذة مساعدة في جامعة الخليج، ولديها شهادة الزمالة البريطانية في الطب الباطني، والزمالة السعودية والبورد الأوروبي في طب العناية المركزة، ونظمت أكثر من ورشة عمل في مجال العناية المركزة، وقد دربت أكثر من ألف طبيب وممرض من مختلف مستشفيات البحرين خلال 16 عاماً خدمت فيها البحرين في مجال تخصصها في الطب
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3353 – السبت 12 نوفمبر 2011م الموافق 16 ذي الحجة 1432هـ