في إحدى جلسات المقاهي الشعبية بالمنامة، كنت حاضرا، ووصل إلى مسمعي ان موظفة فلبينية بإحدى المحلات التجارية في ستي سنتر، قد عثرت قبل أيام قليلة مضت على حقيبة رجالية بها مبلغ كبير جدا من المال في المحل التجاري الذي تعمل فيه.. ومثلما يقول الاخوة السودانيون: (دولارات بالهبل) تعبيرا عن الكثرة والوفرة.
وتبين ان هذه الموظفة وعلى نيتها الطيبة الشرق آسيوية، وسجيتها المعهودة بمبادئ واصول العمل، سلمت الحقيبة الى رب العمل، إذ من المستحيل ان تكون الحقيبة قد نزلت من السماء، ومن المؤكد، انها لزبون قد نسيها في هذا المحل أثناء تسوقه، ومعه هذه الحقيبة المليانة بالفلوس وقد نساها في غمرة التبضع والاختيار والشراء.
قال المصدر: "إن المفاجأة الكبرى حصلت للعاملين في المحل التجاري، وفي مقدمتهم (الموظفة الشرق آسيوية) التي عثرت على الحقيبة والتي توقعت ان تكون يد هذا الأوروبي أو الأمريكي اكرم من اليد العربية حيث استلم حقيبته سالمة غانمة لا ينقصها دولار واحد بالتمام والكمال" وتابع المتحدث بان صاحب الحقيبة استلمها كاملة، ولم يقل سوى "شكرا جزيلا"!، رغم انه كان في حالة عدم تصديق بعثوره عليها لضخامة المبلغ الموجود في الحقيبة، ويعتقد ان المبلغ ربما كان عبارة عن رواتب العاملين بمؤسسته يعمل فيها هذا الاجنبي بالمملكة العربية السعودية.
ولم يسأل نفسه ما إذا كان بالإمكان ان تخبئ هذه الموظفة المبلغ الكبير أو جزء منه.. أليس كذلك؟ صحيح ان في الامر مجازفة، لكن المبلغ كبير ومشجع، والذي يريد المجازفة يعرف كيف يدبر ذلك؟ وفي تعليق للمصدر، قال "صحيح ان صاحب الحقيبة غير ملزم بدفع أي (مبلغ اكرامية) لهذه الموظفة، ولكن جرت العادة ان يكافئ من يعثر على مثل هذا المبلغ الكبير جدا جدا ولو بمجرد مبلغ بسيط تقديرا لأمانة هذا الموظف أو الموظفة، وتشجيعا له أو لها في المرات المقبلة بأن تظل الامانة عنوان ونبراس هذا المحل".
هذا التعليق أثار حفيظة أحد الجالسين فعقب على الحادثة بالقول: "إن الاكرامية موجودة بل ومتأصلة في العرف العربي، لكنها ليست موجودة في العرف الأوروبي"، وعارضه مواطن آخر وقال: إن الاكرامية موجودة في كل مكان.. لكن هذا الأوروبي أو الامريكي شخص (بخيل).. وتساءل: لو لم يكن كذلك، فما الذي يضيره لو أعطى هذه الموظفة اكرامية ترفع الرأس؟
على أية حال، نورد هذه القصة بهدف تأكيد تكريم الموظفين الأمناء إذا لم يكن من قبل صاحب الشيء المفقود، فعلى الاقل ان يكرم من قبل صاحب العمل.. وهنا اضعف الإيمان.