"أعتقد ان ما تحقق نتيجة النصر في العراق ينبغي أن يستثمر جيدا من أجل إزالة العناصر الراديكالية من كافة المجتمعات بهدف تحقيق تفاهم أفضل لشعوبنا والعيش معا في جو أفضل من العلاقات المتبادلة" فقرة من حديث الى شبكة سي أن أن الإخبارية الأمريكية كما هو منشور في الصحافة المحلية يوم الجمعة23 مايو 2003.
ونحن نريد هنا مناقشة ما ورد في هذه الفقرة بما تتضمنه من دلالات وأفكار ز حصر الأمر في اختلاف القراءات للواقع الراهن وما هو مطلوب تحقيقه لرخاء شعوبنا والعيش في جو أفضل من العلاقات المتبادلة.
وأول ملاحظة تلفت النظر في هذا الحديث هو استعارة المصلحات الأمريكية نفسها في توصيف الوضع الراهن الذي نشهده حاليا، وخاصة فيما يخص العراق الشقيق. فهل صحيح أن ما حدث هناك هو نصر؟ ونصر لمن؟ وكيف تحقق هذا النصر، وما هي مدى مشروعيته. فاذا تركنا جانبا معتقداتنا القومية والإسلامية التي تفرض علينا القول بأن ما حصل في العراق هو استعمار أمريكي – بريطاني جاء في إطار صراع تأريخي ووجودي بين امتنا العربية والقوى الاستعمارية ممتد منذ عدة قرون، وسوف يستمر لعدة قرون قادمة، اذا قدر الله، طالما ظلت أهدف هذه القوى هي الهيمنة على مقدرات الأمة كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا وتكريس مصالح الكيان الصهيوني كما هو حاصل في فلسطين ونهب خيراتها وثرواتها كما هو حاصل بالنسبة للنفط سواء في العراق او بقية دول المنطقة.