مالك عبدالله
بعيداً عن كل جدل يدور في الساحة بين المعارضة والسلطة أو حتى بين الأهل ووزارة الداخلية، بشأن مقتل الفتى علي حسن نعمة (17 عاماً) ورحيل الشاب المعتقل محمد مشيمع (24 عاماً)، وبعيداً عن الرأيين أو أي رأي آخر؛ فإن رحيل أشخاص في هذا العمر وفي ظروف وملابسات كهذه؛ تستدعي التحقيق بشكل محايد بعيداً عن رأي الجهتين، بحيث يحقق في هذا الأمر من قبل محققين محايدين يحصلون على ثقة الأهل والمعارضة وفي الوقت نفسه على ثقة السلطة، لقطع الجدل.
كما أن هذا الرحيل المؤلم لأشخاص في هذا العمر يعني أن البحرين تعاني من أزمة حقيقية تحتاج إلى قرارات حاسمة تنقلها إلى حيث الاستقرار الدائم وفق أجندة واضحة، فتحول الفتيان والشباب إلى ضحايا أو معتقلين بدل أن يكونوا في المقاعد الدراسية وعلى رأس أعمالهم من أجل قيادة الوطن في شتى المجالات كما هم الشباب في أية أمة أو شعب؛ يعني أن الأمور ليست طبيعية، وأن التصريحات والانتصارات الوهمية والعرمرمية ما هي إلا زبد يذهب جفاء مع كل حدث وواقعة.
لا التصريحات والبيانات النافية بشأن ملابسات مقتل نعمة أو حتى حسام الحداد، ووفاة مشيمع وقبلهم آخرون ستنفع أو ستغير من قناعات أهاليهم أو الناس، بل التحقيق المحايد ومعاقبة مخالفي القانون واستخدامه بشكل غير صحيح، وهذه خطوات إذا لم تتزامن مع تفعيل المبدأ الدستوري بأن الشعب مصدر السلطات؛ فإنها لن تفضي إلى حل.
فآهات علي نعمة وعائلته، وصرخات محمد مشيمع وبكاء طفله الرضيع وآلام عائلته، شاهدة على زمن تعيش فيه البحرين أزمة تحتاج إلى حل سياسي لا حل أمني، حل يوصل الجميع إلى بر الأمان.
من هنا وهناك
وزارة الصحة أبدت الاستعداد للحج، لكن تطعيم الانفلونزا غير متوافر، فهمونا؛ كيف يكون هذا الاستعداد؟، لكن معذورين يمكن هلال ذي القعدة جاء قبل وقته السنة وفاجأهم، دولة من دون تطعيم مهم في وقت مهم، من المسئول؟، طبعاً لأن هذا التطعيم غير موجود سيكون غير مهم، ويمكن للحجاج أن يذهبوا بدونه ولا ضرر عليهم أبداً.
مدرسة الدراز الاعدادية للبنين منذ بداية الفصل الدراسي وفي هذا الجو الحار بدون مياه شرب باردة والجواب أنهم ينتظرون المناقصة، وهل شملت المناقصة مكتب مسئولي الوزارة؟، لو على الطلبة الانتظار وعلى المسئولين شرب الماء البارد، والنتيجة «طلاب عطشى».
تمارس ضد العاطلين عن العمل المستحقين للتأمين ضد التعطل عملية إذلال؛ فعلى رغم فوائض الملايين في صندوق التأمين ضد التعطل؛ فإن هؤلاء لا يتسلمون المبلغ الشهري في معظم الأشهر إلا بعد الوقت المحدد بنصف شهر، ومن باب التسهيل عليهم، تم تأخير صرفها هذه المرة لمدة زادت على الشهر، وبحسب بعض هؤلاء؛ فإن وزارة العمل أكدت لهم أن الأمر بيد هيئة التأمين الاجتماعي، ترى ما هو سبب التأخير؟، الأموال فائضة، إلا إذا صار فيها شيء ما ندري عنه خبرونا، وخصوصاً أن في ديرتنا كل شيء ممكن.